لؤلؤة الأديان بقلم: أماني القاسمي

 

أم تصرخْ…

مُسن يبكي..

جريحٌ يستغيث..

هكذا هي الحال في تلك الأرض المهمشة

ارض تعبق برائحة المسك والياسمين

ارض اغتصبتها  الأقدار

ما ذنب تلك الرضيعة التي لم تبصر الحياة بعد؟ ماذا جنيت وماذا فعلت؟

حرمت الحياة وكسرت اجنحتها باسم الاستبداد الظالم

همهم الوحيد، البقاء على قيد الحياة…

يطلون من ثقب العمارة الصغير

ملابس ممزقة، قسمات وجه شاحبة أضناها التعب والسهر !

براءة الطفولة التي تشع من ذلك الوجه الصغير

أخافتهم أرعبتهم فلطخوها بدماء الشهادة

وبلا رحمة قتلوها وعند السميع العليم نقلوها

أب…

أب ابيضت عيناه من شدة القهر

يبكي حجرا ينزف دما من هول هذه الحياة !  يمرر عينيه على أولاده يشبع مقلتيه بهم  فمن يدري ؟

اليوم معهم وغدا مع الأحد الصمد

يتساءل عن سبب فرحتهم ودوام البسمة على وجوههم

ليفرحوا، فمن غيرهم يستحق الفرح ؟

اصرخي وبكل ما آتيت من قوة عبري يا نبع الحنان

اصرخي علّهم يستمعون، علّهم ينتبهون، علّهم يستيقظون من سباتهم العميق

اصرخي وفي قلبك يقين أنّ لك رباً جبارا رحيم

« إن مع العسر يسرا »  « إن مع العسر يسرا »

غدا…ستشرق الشمس من بعد الظلام

ستتراقص أرواح شهدائك بين بحيرات الدماء..

ستتحررين  يا أولى القبلتين وثالث الحرمين يا مدينة البتول يا مدينة مر بها الرسول {صلّي الله عليه وسلم }

يا قدس يا زهرة المدائن فلك رب أسميتهِ القهار ..فحسبي الله ونعم الوكيل…

أماني القاسمي –تلميذة  بمعهد دوار هيشر