رجل لا يبكي بقلم :الصادق المعواني

بين « ياسمين » و « مريم » طريق طويل جدا ، يبدو أنني أكابر وأمشي حافيا 

و ضوضاء العابرين في سبيل الحياة بصفة عامة  والسعادة بصفة خاصة لم يعد يقلق وجودي .. فقد تعودت مخالطة الناس والأغبياء  والراكضين بلا إستئذان ..

و يبدو أن رجل الشرطة أبتلي بعينيه، لم يعد يبصرني كما العادة أو لعل « مريم » حجبتني عنه في مرات كثيرة …

و « ياسمين » في بداية طريقها، سنة كاملة تقاتل لأجل أن تظفر بحلمها! كان حلمها أن « تختفي » ..

و قد ظفرت به حقا و لكن « الأعين » لا زالت تترصد عثراتها .. وفي وسط الطريق، بين العمارات الكثيرة  وقريبا من « البوبالات » لمحتني ..

و مررت كالمصروع غير ثابت الخطى ، فسلمت  وعدت لسلامها فسلمت  وتذكرت مشاهد كثيرة في لحظة لا تكفي لرد « وعليكم السلام » ..

« مريم » مبتسمة بوجهي دائما، مسلمة .. سعيدة للقائي … بين « الدولة الواقع  » و « الدولة الحلم » طريق طويل ..

يبدو أن « مريم » و « ياسمين » نقطتا النهاية لكلا الدولتين .. لم تكن هذه قصة عشق أبدا .. إنها حرب طاحنة لا يعلم خفاياها إلا من جربوا طريقها .. أنا كنت واحدا منهم .

بقلم :الصادق المعواني-معهد شارع علي البلهوان نابل