صمتا
صمتا اقتنص كلماتي وابتلعها
صمت يصطحبني معه يجرني بدون شفقة
انني في دوامته اترصد خططه
مكممة مقيدة في كنفه
متى سأتحرر من سجنه؟ متى امضي!
وراء الظلام أختبئ كنت في يومها مهزومة مكسورة
ككأس انكسر … شظياه منثورة
كورقة أحرقت بعد سيل من الدموع
بعد كل ذكرة مذكورة
كصرخة بعد فراق
كحبة سكر أخيرة في قعر فنجان قهوة
كشمعة تنتظر نهايتها المحتومة
كمذيع راديو يعلن عن خبر اغتيال شخصية نضالية
كبلد مسلوب الثروات
كنت انذاك مهزومة
مهزومة امام وحش كنت أراه عملاقا متعاليا يملأ المكان ظلاما وها أنا في الظلام والظلم مضرورة
أدركت في النهاية انني لا أقدر على الإقدام على حرب طرفية
فأنا أستذرع بوحدتي كحجة ضعف
وأتوسل للخوف لأجد نفسي في فخ مخفية
داخل متاهة سرية لا أحد يسمعني الا صدا صوتي
ضجيج داخلي يزعزع كياني ويعكر صفائي، يشوه سلامي
أوقفت الزمن للحظة ومنحت لنفسي فرصة
لأراجع الأحداث وأرصد السبب
فأدركت بأن ما كنت أشعر به الا محض افكار مشتتة
أفكار مبعثرة ممزقة كثوب قديم
لقد عاد الماضي من جديد
وجلب معه ثيابه وأدباشه ليستوطن بعد غياب طويل
جاء ليستحضر كل ذكرة ليستشعر كل لحظة وليثبت وجوده
لكن يا للعجب إن موطنك يا هذا تغير لم يعد ملكا لك…
لم يعد قديما كعمرك
أو باهة كهندامك
عد أدراجك كأنك لم تكن
وأترك أثر خطاك يتبعك
وصمتا بدون ضجيج إرحل كالرُّحل
الذين يبحثون عن مأوى
إرحل بعيدا بدون رجعة
بقلم: سيرين زيان طالبة ومحررة في موقع موسوعة سكوول