أنت_هي_أنت بقلم: جيهان بن عاشور

 أنت هي أنت

أنت فتاة جميلة… ذكيّة… رائعة… متألّقة… سرّ جمالك خجلك.. لكن لا تجعليها نقطة ضعف كوني جريئة كنقطة حبر على ورقة بيضاء…أبدعي… ابتسمي.. كوني

قويّة.. غامري.. تجرّئي.. خلّدي بصمتك…دعي جمالك يكتمل بجرأتك.. ما أجملك بمزيجك ذاك. طيّبة لكن عنيدة.. حنونة لكن سريعة الغضب…. واثقة ومغرورة…

خجولة وجريئة… هادئة وصاخبة.. من الصّعب فهمها ومحال الاحتيال عليها.. فتاة مثلك لن تفلت من نيران أعينهم ومن سوط أفكارهم…فتاة مثلك بلا قيود ستسجنها

ألسنتهم الملتهبة… رغم ذلك أغلقي عينيك واسمعي الموسيقى وتصدّي لأقوالهم… لكن حين يتمّ العبث معك واحتجازك أيتها العنقاء… فانتقمي… اعبثي…أحرقي كل من

يطفئ لهيب حرّيتك… و من يخمد نيران سعادتك… كوني كما أنت رغما عنهم…

جميلة هي الأنا

رغم ما عانيته من فقر وحرمان.. وجع وألم.. ضرب حتي الموت… صدمات وبكاء كلّ ليلة… أرق وتعب… مرض نفسي وبدني.. كسر للقلب وهدم للمشاعر.. حتّى أنّ

الكتابة أحيانا لا توفي المشاعر حقّها ..لا الحروف ولا الكلمات لها القدرة على التّعبير.. انّه لشئ مريب كم تقسو الحياة علينا ونحن نتصدّى لها بكلّ ما أوتينا بضعفنا

وقوّتنا، حربك ضدّ الحياة هي حرب مريعة شيء ما مثل مثلّث الحبّ.. أنت.. قلبك وعقلك وكلّ منهما يريد فرض نفسه للوصول الى مبتغاه الاّ أنت تبقى وسط تلك

الحيرة.. ليس من العدل أن تكسر الحياة قلبا ثلجياّ كقلب الأنثى…أن تشوّه بدنا زادته الخانة الصغيرة رقّة وجمالا.. أن تقلب موازين ابتسامتها من الرّائعة المشرقة الى

الحزينة الباكية…أن يغيب بسببها لمعان وبريق عينيها لكن من الواضح أنّ هذه الدنيا لا تقسو الاّ على الجميلات… و رغم ذلك أنثى كاملة…

لقد تهت

ماذا عساي أفعل؟؟ لم أعد أفهم ما يحصل كنت أظنّ أنني قد شفيت.. أنني عدت كما كنت قوية.. ضحوكة.. سعيدة… محاربة…لكن يبدو أنه كان فقط هروبا من حزني

وكأبتي.. هروبا ممّا أعيشه يوميا… ويبدو انّه قد تجذّر في داخلي لا بل تأصّل …يبدو أننّي لم أكن أعلم شيئا ممّا يحصل معي…كلّما حاولت التغلّب على هذا الكلب الأسود

كلّما أحسست أنّه التصق ببدني.. أحسّ به في كلّ مكان حولي ….في كلّ زمان.. في داخلي.. في عروقي ..أصبحت أشغل نفسي بأبسط الأمور كي أعود كما كنت كي

أتخلّص من هذه الأفة…كي أسعد واعيش حياتي بلحظاتها الجميلة…كي أرى الحياة من الجانب الايجابي من جديد… لكنّني.. أجده يعود مجددا يبدو أنّ علاقته بي ليست

عادية… كأنه تعلّق بي ولم يعد يطيق الرّحيل… هل أنا فقط هكذا؟؟

أعني مالمعنى من حياتي هكذا؟؟ لماذا ولدت أصلا؟؟ أستغرب من امكانية عيشي وسط كلّ هذه الضجّة و الصّراع بداخلي .. كل يوم أستيقظ فيه أستغرب أنني لازلت

على قيد الحياة…فأنا لم أعد أطيق العيش…لم أعد أطيق البقاء.. ولا أطيق الجلوس برفقة الأصدقاء.. لا أريد الضحك و لا البكاء… لا أريد النوم و لا أريد الاستيقاظ…

لم اعد أريد شيئا.. ولم أعد اعرف ما أريده… لا أعرف مالشئ الّذي جعلني في هذه الحالة… لكن… كلّ ما أعلمه أننّي لم أعد أهتم لموتي أو لوجودي…

العنقاء

أنا الطّفلة أنا المراهقة أنا السّيدة والعجوز، أنا الّتي تلد نصف المجتمع وتربّي النّصف الأخر، أنا المثقّفة والأميّة، أنا الضّعيفة والقويّة، أنا المغرورة والمتواضعة،

أنا الخرقاء والرّاشدة ، أنا الطّاهرة والعاهرة، نعم انها

أنا الّتي تضحك وداخلها بركان أحزان وخذلان ، أنا الّتي تفرح على أبسط الأشياء، أنا الّتي لا تهزها الجّبال، أنا التي يغمرها الحنان وتغمرها الطّيبة، أنا الّتي لم تجد من

يفهم صمتها.. صراخها.. جنونها ..هدوءها …تريد من يراها على طبيعتها ببساطتها وسذاجتها وضحكتها وخجلها وحزنها، تريد من يراها قلبا وعقلا لا جسدا، تريد من

يهديها كتبا وورودا. لا تريد المال والجاه من أحد تريد أن تكون نفسها أن تثق بالمرأة الّتي بداخلها أن تتمسّك بأحلامها وطموحاتها وتحقّقها أن تنشر ربيع الابتسامة بعد

خريف الأحزان لا تريد شفقة لا تريد دموعا لا تريد كبحا ولا سجنا تريد الحرّية .. أن تطلق العنقاء الّتي بداخلها.

 للمرأة عنوان

المرأة .. معظمهم يرونها كلمة عاديّة شخصا عاديّا.. كلّ شخص تكوّنت لديه صورة معيّنة عن المرأة.. لكن من الخطأ أن يروها جسدا فقط لا عقلا أن يعتبروها نكرة

ويضعوها في مكان واحد وهو المنزل وتربية الأولاد بحجة أن هذا مكانها الصحيح وأنّها عادات وتقاليد وحفاظ على شرف الأنثى. لكن لا الأنثى لها عقل تستطيع أن تفكّر

ورغم ما تعانيه من تعدّ على حرّيتها فهي تريد أن تفكّر تتعلّم تتطوّر ترتقى… نعم.. وتريد أن تهزم من كان سببا في سجنها. تريد أن تبرز نفسها وتفرض وجودها في

الميدان الّذي تهواه. للمرأة حقوق وهذا حقّ من حقوقها أم أنّ حقوق المرأة هي مجرّد ترهات ونقوش على الورق؟ لن يمنعها طموحها من الحفاظ على شرفها وعلى

شرف العائلة أم أنّ التحدي والفوز من حق الرجل فقط .. والحب والارتباط أيضا من حقه هو فقط؟ ان كانت ستدمر المرأة

وتبقى على هذه الحال فتبّا للعادات وتبّا للتّقاليد ولتعش المرأة حرّة طليقة..

 بقلم: جيهان بن عاشور تلميذة بمعهد احمد عمارة بالكاف