متى نلتقي – بقلم: جواهر ربعاوي

متى نلتقي – بقلم: جواهر ربعاوي

كفَفْتُ أدمُعي .. تحسّست

الكدمآت الزرقآء في كامل جسدي ، أضغط عليهآ فتؤلمني ..

أجوب بنظري أرجاء الغرفة التي أنا فيها :’ جدرآنٌ بيضآء خلفي ستآرٌ أبيض وأرتدي طقمًا أبيض .. أرفع بصري للسقف فأرى أشعًة الشمس هنآك. .. أضحك وأضحك بصوت عآل هههه حينهآ ألتفتُ فأرآك جنبي

جالسآ تمسكُ بيدي ..

أتعلمُ أنً ألذّ صبآحٍ هو ذلك الّذي يبدأُ بگ .. أشتآقك وأنت بقلبي ، يدخل حينها ذلك الوسيم الأشقر يحمل بيده ملفًا ورديا .. أعتقد أن فستانا بذلك الًون سينآسبني أكثر ؛

الكلّ هنآ لا يصدّقني .. هذه الغرفة وهذا الّلون وهذا الأشقر الوسيم والّذي يعتقد انه قد شغفني حبّا به لا يصدّقونني .. أنت لم تَمت .. أنا أراك بكل لحظة وأراك بكلً زاوية من الغرفة تجلس بجانبي وتمسك يدي فتتشابك

أصابعنا ويتسلًل ريحك داخلي فأبتسمُ ..

أتأمّلك بخشوع .. خشوع ناسكٍ يتعبّد إلى ربّه فأملؤ قلبي بك..

 

حسنًآ أنا أعيد نفس الحديث منذ أربعمئة وخمسين يومًآ أرأيت أنًني أحسب الساعات للُقيآك ..

 » كُنتُ هنآك أمام بائع الورود أنتظرك .. كان يومَ سبتٍ سنختار فيه خاتم زواجنا أرقص فرحآ وقد إرتيدت فستانا طويلآ بلون الّليل عليه ورودٌ حُمرٌ ومعهُ شالُ أبيضُ مريح انساب على أكتافي كأنّه غيمة .. لم أتزيّن

بتكلّف فهكذا أنت تريد وكانت الشمس تضحك لي من بعييد .. أرى قلبي يرقص فرحا يهتف مرحًآ .عليك أحبببتك دون سابق خطط ذلك لأنًك كنًتَ لي منذ وُلدت

كنت أحبك في اليوم ثلاثين عاما وأشعر أني أسابق عمري و أشعر أن الزمان قليل عليك و أن الدقائق تجري و أني وراء الدقائق أجري ..

أذكر يوم فرحك ويوم حزنگ ويوم كسرگ ويوم وجدتك باكياا على قبر أمّبك تبكيها بحرقة سنين يومهآ لم تتوانا عن عرض الزواج عليً .. كُنتَ بسيطًا وفي قلبي أُقيمت حياةٌ فخمة .. لم نحلم باكثر من بيتٍ جدرانه

بشتّى الألوان كرسيًان من خشب ومدفأة وانا وأنت والمطر ..

أفقتُ من خيالي الوردي وقد ناديتني حين كان يفصلنا طريق ولوّحت لي بيدك وقد كنتَ متأنقآ بقميصٍ أحمَر وسروآل أسود على رقبتك شال بلون فستاني .. أغمضتُ عيني فرحا وانا أقهقه حبًا بك وإفتِـتَـانا بالياسمين

على ذقنك
.. وفتحتهما والضجّة حولي تكاد تنخر أذني وأراك مستلقيا على حجري والدماء تملؤني وغطّت ملامح وجهك .. لم أعِ ماحصل إلآ والشاحنة تقف أمامي كجدار برلين فصل قلبي عن جسدي ..

« مات !مات مسكيين لا يزال شابا  »

، الإسعاف ، الطريق ، السيارات ، المطر الذي نزل فجاة كانه يبكيـنا ! وانا أسمع صدى الأصوات كأنني ببئرٍ عميق .. نطقتَ بآخر كلمة لك  » أمّي ..  » ثمّ أنا هنأ ، أنا المريضة وانت لك أجر زيارتي..

تهمس لي في كل مساء ‏: حتمًا ستنسينَني كأنني لم أكن يوماً..

‏فأجيبك ساخرة : » ان فقدتُ الذاكرة يوماً لن أنساگِ سَ يأخذوني الى المصح العقلي ‏ و سأحدث المجانين عنگ  » !

‏أعرف جيداً معنى أن تنتهي اللحظه والموقف لا يزال عالقاً بذاكرتك !

أعرف جيدا معنى أن أعيش بگ وأنت تسكُـنُـني وان أتغاظى عن الجميع وأحييك داخلي حتًى ألقاك .. !

 بقلم: جواهر ربعاوي – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس