ولازلت أجهل مصدر ما يُكتب من خواطر وكلمات متناثرة، مازلت أبحث عن صاحب الفكرة هل العقل أم القلب وهل للقلب قدرة على التفكير أم ذلك المجهول الذي لا أعلم له إسم ولا أصل ولا طبع
كل ما في الأمر أنني أكون في حالة إنفعال مرتفعة الدرجة بغض النظر عن طبيعة هذا الإنفعال وعن هذه المشاعر
فأحيانا هي حزن شديد وأحيانا هي سعادة لا توصف وتارة غضب وتارة هي حيرة وما أوقح الحيرة يا أصدقائي تكاد تحار من جرأة الحيرة حين تتملكك
إنها من أوقح المشاعر التي تنتاب المرء فهي تضعه في مركز بلدة غريبة الأطوار دون لافتات إرشاد وفي ظلمة ولا يوجد مارة لتسألهم تضعك في منتصف الضياع وتقول لك إبحث بنفسك ..
الحيرة تنتابك فتسأل نفسك الكثير من الأسئلة هل هم حقا يستحقون هذا ؟
هل أنا المخطأ ؟ لا لا لست أنا
حسنا كيف سأنهي هذا الشريط ؟
تبا من البادي فينا؟ ومن هو الظالم ولماذا أنا؟ ولما يحصل هذا معي
توقفي هنا لا تتمادي أكثر هذا سؤال محرم .
كيف تسأل لماذا أنت؟ هل تعترض على قدر الله؟
في الحيرة يطغى الشيطان ليجعلك تتفوه بالسفاهة دون قصد وتذنب بجهالة وتكذب دون أن تشعر بذلك ..
في الحيرة ستتسائل مالعمل ؟ وهل هذا العمل حل؟
في الحيرة ستقول ليتني لم أبدأ هذا الفيلم أصبحت مجبرا على إنهائه .
في الحيرة وما أصعب الحيرة ستكره نفسك أولا ثم ستكره من كان سبب حيرتك ثانيا. ولن يجدي ذلك نفعا ..
في الحيرة ستتشاجر مع نفسك
و للحيرة أوقات وفي أوقاتها تختنق
لكن لا تتركها تتمادى وتستهلك وقت أكثر مما تستحق ولا تسمح لتأثيرها أن يدوم
و لك مني هذا
لا تخضع لحيرة ليس بإمكانها إخضاعك
لا تتعلق بدنيا ولا تجعل معها صراعك
عليك بعزة نفسك ولا تنتظر منها إشباعك
ولا تتبعها بقلبك و أفرض عليها إتباعك
IHEC SOUSSE – بقلم: سهيل داعوثي