سهرتنا الأخيرة … و الأولى
سآتي لأسهر الليلة الأخيرة في الفراق و الأولى في العناق …
سأسمع تفاصيل يومك ليلتها و أنا أداعب وجهك و أعيد حفظ تفاصيله ، سأقطع تنهيدتك و أخلق ضحكة منها ثم إنني سأعانق روحك و أحكي : لن أحدثك عما كان بيننا لكنني سأحدثك عن بردي دونك ، عن حاجتي الملحة لوجودك من يوم فراقنا ، سأحدثك كيف طال يومي من دون رسالتك الصباحية و كيف مل سهري من دون كلماتك ، سأحدثك كيف تشابهت الأيام بعدك ، عن رعشتي حين همست فيروز في أذني : كيفك إنت! سأحدثك عن الإقتباسات التي شعرت يوما أنها كتبت لتذكرني بغيابك ، عن فنجان قهوتي الوحيد ينقصه فنجانك و عن سيجارتي التي لم أشاطرها معك و عن مقطع أغنية فقدت صوتك فيه ، سأحدثك عن حرمان عبث بروحي … سأحدثك و لن تكفني الأبجدية و ليت الحروف تكون أربعين ليلتها كقواعد العشق التي لقنتني إياها … في توديعنا للفراق سنتعاهد و نحلف يمينا على أن تكون هذه السهرة خاتمة الخيبات و بداية الحياة ، و لنا في الحياة عناق