مجموعة أعمال لسارة الرافعي: نفسي لا تهون – قيل أن الأقوياء لا يبكون – نسيانك أمر مستحيل – حكم أنانية الرجال
نفسي لا تهون
كنت كثيرا ما أغفر زلاتك رغم كثرتها و قلة إعترافك بها ، قد غفرت أتفهها كمزاجك المتقلب و أعظمها كفرض ذلك المزاج علي، غفرت قسوتك في بعض الأحيان ، إهمالك لي إذا طرأت عليك أمور أخرى ، نسيانك لما أحتاجه أحيانا كاد يقتلني لكنني حبا فيك غفرت ، قد غفرت حتى أنانيتك المفرطة نوعا ما ، كنت و لازلت أعلم أنك تحبني و لأنك تضمنني بحياتك فإنك لا تلاحظ خدوشك المؤلمة بقلبي ، و من باب العفو عند المقدرة كنت أعفو ، و قد بلغ حبك بروحي درجة أن أتألم منك و لا أبوح خوف عليك من لومي و غضبي ، و لشدة إيماني ب « كما تدين تدان » كنت إذا أبكيتني أكفف دموعي خوف أن تأتيك الدنيا بوجع دين عليك عندي … بهذا القدر أحببتك و هكذا غفرت لكنني هذه المرة تركتك و كلي إقتناع بعدم العودة ،ليس لسوءك المعتاد لكنني هذه المرة وجدت منك ما لن أغفره لبشر ولو كانت أمي ، إنني هذه المرة وجدت نفسي تهون عليك ، رأيتك عالم بأذيتك، غير غافل بألمي، لكنني هنت على قلبك ، و إن هانت عليك روحي فإنها لا تهون علي، سأحملها بعيدا عن زلاتك و مغفرتي ، في غفلة منك و مني ، سأسرقها و أرحل … و لن أعود
قيل أن الأقوياء يبكون ليلا
قيل أن الأقوياء يبكون ليلا ، دعوني أضعكم في الصورة أكثر : الأقوياء يبكون إلى جانبك بينما لا يمكنك كشفهم ، الأقوياء تخطوا كل المراحل و صارت الدموع تصل عيونهم و تعود إلى القلب في حركة سريعة تساوي سرعة ترميشتهم ٱذا وصلت الدموع ، الأقوياء يبكون قبالتك و لا تشعر ، للأقوياء أيضا صرخاتهم الصامتة التي يترجمونها بالضغط على أيديهم ، الأقوياء عالم غريب تسمع به قهقهات صارخة و بوح صامت ، و إذا أردت أن تعرف الأقوياء أكثر إسأل وسائدهم و أسقف غرفهم ، و وحدهم الأقوياء من سيفهمون قصدي من هذا
نسيانك ليس بالأمر الصعب… بل إنه بالأمر المستحيل
دامت علاقتنا ثلاث سنوات و بضعة أشهر أخيرة أمضينا نصفها خلافات وضعت حدا لعلاقتنا , لكن نسيانك ربما يقتضي مني على عمري عمرا ، عطرك ، تاريخ ميلادك ، لون عينيك ، رقم هاتفك ، صوتك حين يباغتك النعاس ، طبقك المفضل ، أغنيتك الصباحية ، طريق بيتكم المختصر ، ساعة يدك الحديدية ، تلك الشامة على خدك الأيمن ، ذقنك المبعثر … كلها تفاصيل مت بها عشقا ، ستمر الأيام بي و قد يأتيني زمان أنسى به كيف أمشي و أخطأ في التفريق بين أحفادي و تتسخ ملابسي عند الأكل ، لكنني لن أخطأ يوما في ترتيب أرقام هاتفك ، تبقى ذاكرة قلبي لك عشرينية العمر
حكم أنانية الرجال
ما قد يطفئ نار مشاعري تجاهك و ما قد يعبث بقيمتك بعيني و يزيح مكانتك بروحي هي أنانيتك المفرطة !
وحدها أنانينك قادرة على تحويل دفئي بك إلى برود منك ، وحدها القادرة على سرقتك من قلبي و إلقاءك بعيدا عني ، وحدها بلاء قد يبتر الساق التي أركض بها في طريقك، إني أثور غضبا و كراهية في كل مرة ترى الأمور من زاويتك دون إلقاء و لو نظرة واحدة على زاويتي ، أستنشق رائحة الخيبة كلما وددت أنت إنهاء الحديث حين أشرع فيه و إلغاء اللقاء في حين أنتظره أنا و تأجيل أمري لتبجيل أمور أخرى ، ترعبني فكرة أننا نسير وفق ما يلائمك بغض النظر إن كان الطريق متعب لي ، فما من شيء يزلزل كرامة المرأة بقدر أنانية رجل تحبه ! أنانيتك المفرطة تشعرني دائما أن تضحيتي أمر عادي في حين أن تضحيتك أمر محال ! أنا و كل عاشقات الأرض نتحد على قانون أبدي : أنانية الرجل جريمة يعاقب عليها قانون العشق ، حكمها النفي من القلوب!