ستحيا … – بقلم: عصام الدين القمودي

أجلس جوار النافذة ، إنه المكان لي ، و يتشتت نظري بين مراقبة المارة و استغلال انعكاس الضوء على البلور لمراقبة الجالسين خلفي ، ما اعتبره عقلي البليد تحذلقا ،

تصادفني بعض الجميلات أحاول تخيل سيناريو حياتهن ، تكون غالبا ذات القوام الممشوق و الجلسة المثيرة ذات سيناريو أكثر تشويقا ، لباس يدغدغ غرائز المتفرجين من الذكور و غرور الإناث منهن و قد تحمل في طيات ذلك الجمال الخطير كتابا بمثل قدرة الإثارة للغرائز ،
حان وقت النزول ، حان وقت الملل ، دخلت نفس المقهى و جلست على ذات نفس الطاولة جوار نفس الواجهة البلورية ، أنتظر قطرات المطر في موعد متأخر ، في موعد منتظر ، عانقتني وحدتي و أفكاري الغريبة ، فكرت في حبيبتي ثم فكرت في سجائري ثم حبيبتي ، حاولت تخيل نهاية أخرى لقصة حزينة وضعها أحد البؤساء في كتاب يجفف بين صفحاته دموع يأسه و استسلامه ، ربما ستتزوج الفتاة حبيبها ، ربما سيسامح الأب ابنته ، ربما لن تفكر في الانتحار ، ربما ستحيا …

بقلم: عصام الدين القمودي – كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس