» خوماضة » – بقلم: أنور صدّيق

بحثت كثيرا عن كلمة تصف حالة الشاب المتخرج من جامعات هذا الوطن ، لم أجد شيئا يصفها ،فتحت القواميس العربية ، عدة إلى قصائد الجاهلية ، بحثت كثيرا لكن دون جدوى و أخيرا ها أنا أصفها بكلمة عامية »خوماضة »، لا أخفيكم سرا أني لا أعرف أصل هذه الكلمة و لكنني أعرف معناها جيدا ،

تسألني كيف ذلك أقول لك شاب لا يعرف هل أنه مجرم أم أنه ضحية ، تكرر سؤالك مرة أخرى كيف ذلك ، أجيبك ،
شاب بعد سنوات من الدراسة الجامعية يجد نفسه على قارعة الطريق أو على كرسي في إحدى المقاهي، لا عمل و لا معرفة ،نعم فالجامعة بدل أن تزيده علما زادته غباء ، و ذلك الغباء منعه من أن يحصل على عمل فهو لا يجيد إلا إختصاصه هذا و إن أجاده أصلا ، نعم فالجامعة جعلت منه غبيا بإمتياز فهو لا يجيد الحياة الإجتماعية بل يقبع في مدينته الأفلاطونية و يتعالى و يتكبر عن ملامسة أرض الواقع . إذا أهو مجرم أم ضحية؟

فمن رأي بدل أن تلقنه الجامعة معارف و معلومات بعضها أكل عليه الزمن و شرب يجب أن تعده للحياة الإجتماعية و ذلك من خلال ربط الجامعة بالواقع فلا تكون صرحا معرفيا أكاديميا فقط بل يجب أن تكون فضاء إجتماعيا بإمتياز ….

بقلم: أنور صدّيق – المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات -المهدية