ما الذي يدور في رأسك يا أبي
بما تفكر يا ترى
طفولتك التي ضاعت
أمانيك التي لم تحقق
أراك تحمل لغة صماء لا تنطق، عاجزة عن نطق
وكأنك تحمل حروف موحشة ترتعب عند ذكرها
وكأنك يا أبتي تحمل صرخة لم يجريها اللسان قط على اوتاره الصوتية المتفاوة
انظر إليك أدقق في ملامح وجهك وكأنه ورقة مصحف كتب فيه دهر قصة معاناة أنظر إلي عينك حتى أرى لغة خاصة لا يقرأها سوى رجل عجوز
:بل إني يا بنيتي
فتى أرهقه تعب
ما الذي جراء يا أبي؟
يا بنيتي النيران تلتهم نفسي وتتصاعد وكأنها ذلك قطار خلفي تتسارع معه أيام اليوم لقد بلغت من العمر عتيا واشتغل رأس شيبا كلما تقدمتُ في العمر يا بنتي كلما ازدات خيبتي
ما الذي حصل يا أبي؟
فيا بنيتي لا تتعجبي أن قلت لكِ أن هذا زمن العجائب
كيف ذلك؟
الكثيرون في مجتمعاتنا ثعالب ماكرة
فهل سمعت بابن ألقى بأبيه في ديار العجز؟
بعد ما تقوس ظهره من العطاء
وقدّم عمره كله له
فلا تبكي يا بنتي لم أقصد أني ابكيك ولكن هذه الحقيقة هذا الواقع
فيا بنيتي، الاقرباء أكثرهم حسدا، وأما الغرباء أكثرهم حبا
إقرأ أيضا: أبتي – بقلم: راضية زهاني
بقلم: راضية زهاني – المعهد الثانوي فرائض – سيدي بوزيد