ليس وقتا كافيا !
بل لا يوجد وقت حتى…
لا منفذ…لا هروب … لا حلول … لا حوار…لا معطيات أعرف من خلالها أين مكاني؟؟ زماني؟؟ عنواني؟؟ إسمي؟؟ من أين أتيت و من أنا؟؟ …و ماذا أفعل هنا؟؟
…
لم يكن الوقت كافيا لطرح كل هذه الأسئلة .. فماذا إذا عن أجوبتها!! فقط المواجهة هي الأمر الوحيد المتوفر عندي … أواجه نفسي و العالم … أقنع نفسي و العالم …
و فعلا واجهت العالم و إقتنع … و واجهت نفسي و لم تقتنع … أو ربما لم أفعل !! لا أعلم إن كنت قد واجهتها إلى الآن أم لا … النصر أو الخضوع أو الجنون و ربما شيء من المجون … الأمر أشبه أن يولد شيء من لا شيء و أن يمشي الصغير دون ساقين و ينطق دون كلام
و يتحرك دون حراك … بمعنى المجهول من العدم … أحقا يولد؟ هي نفسي هكذا لا يوجد لها أصل بل تملك الكثير من العدم في مختلف زواياها …
…
البنت الصغيرة ضحكت من دون سبب و بكت لضحكها يوما و الجميع يجزم بجمال ضحكتها و هي تضحك لهم مجاملة … كل شيء كان من دون سبب لذلك صار أمر غير موجود … كالجسد دون روح … و للآسف الوقت لم يكن كافيا لأواجه نفسي … أما العالم سجنته خارجها منذ اللحظة الأولى …
…
الوقت الذي لم يكن كافيا لا يقاس بالدقائق و الساعات
و السنين … بل بالقلم .. بالحرف… بالسطر … و بالفكر …
بالأوراق الممزقة … و بالكتب المكدسة … و بكل نفس معدومة كنفسي …
بقلم: شامة بن سعيد – معهد طريق قابس بمدنين
إقرأ أيضا: الألم – بقلم: شامة بن سعيد