عزيزي مرض السرطان، أحدثك الآن من عيادة الطبيب، طبيبي يكرهك جدا حتى أنه يطلب مني مع كل فحص أن أضغط عليك بكل دمائي كي أجعلك في موضع واحد فيسهل عليه تعذيبك.
قد تعلم أن الملايين يهابونك لكنني كنت من الآلاف الذين اختاروا المواجهة، أعترف لك بأن قواي قد خارت لكنني فزت! والطبيب أمضى قبل دقائق على شهادة تتويجي بطلا بعد نزال استنفذت فيه كل آليات الدفاع والهجوم.
أنت حقا خبيث، بدأت بألم خفيف فتكونت منك قطعة صلبة أتحسسها كل يوم وأراها تكبر أكثر، إلى أن أعلنت سطوك على المكان.
لا أنكر أن تقبل وجودك كان عسيرا في البداية حتى أنني قطعت علاقاتي مع الجميع بمن فيهم حبيبتي ولكن جسمي أبى الخضوع لجنودك وانتهج المقاومة سبيلا لطردك من حرمتي.
صحيح أنك كلفتني مالا كثيرا وأرهقت والدتي، لكن ذاك المال ربما كان سيُعطى في شكل أداءات تطهير، على كل الأمر لا يختلف كثيرا فأنت القمامة والقمامة أنت.
حدثني صديقي أن لدى الخلايا السرطانية ملك يتربع على عرش صنع من أشلاء سرطان، وأخبرني أن ملككم هذا يؤسفه أن يعلم أن أحد الآدميين قاوم حتى الفوز
سأسر لك بشيء: » أنت مجرد ظاهرة مرضية لا تقاوم الإصرار ».
يمكنكم قراءة انتاجات أشرف نصيري على مودونته الخاصة (اضغط هنا)
بقلم التلميذ: أشرف نصيري – معهد حي ابن خلدون – تونس