إهداء إلى صديق….
كأنني مت لليلة…..
كأنني حلمت مالا حق لي فيه…
كأنني سحبت من هذا الوجود للحظات، لدقائق بل لساعات
كأن جميع القوانين التي بنيتها منذ سنين إنهارت علي
بل كأن جميع ما خلق في هذا الكون من حيّ وساكن أراد ذلك
وكأنّي كلما ابتعد أقترب أكثر…..
أهو ضعف أم قوة
أهو صديق أم عدو
جلسنا على رصيف طريق سلكناه مرارا سويا ولكن كل المرات السابقة لم تكن بهذا الحزن والتراجيديا
تحدث بطريقة غامضة كأنه قد زاد على غموضه غموضا
أين أنا من كل هذا؟ تسائلت مرة واثنتين وثلاث….
وكأننا في تلك الليلة تحدثنا بدون القيود المؤلوفة وكأن قلبي الحجري تحرر وحكى ثم شكى وأخيرا بكى…
لم أفكر بعقلي هذه الليلة تركت جماح نفسي وجعلتها تتحدث…
جعلتها تصفّ الحروف والكلمات ثم الجمل
لكنني سألت نفسي للحظة : من هو! من هذا!
ولكنني لم أجد جوابا فسكت
أنا الأن في مكان بين النار والجنة
بين الجنة وجهنم
إني أقف الآن في البرزخ
اقف بين من وصلت واياه الى ما انا عليه الان
وبين من هو متشبث بهم أقصد به أقصد…..
أقصد… لا يهم ما أقصده لكني أقف على طللي الان أسأل عن ذنبي من كل هذا ولكن الاجابة محالة الوضوح…..
أنا الآن أكتب لك
لقد بلغ « خريفه » السابع عشر….
لقد سقطت سبعة عشر ورقة من شجرته
هو شاب عاش سبعة عشر سنة، بجسم ثلاثيني، وعقل أربعيني وتجربة شيخ بلغ الثمانين…
تجربة ليست درامية محبوكة
كان الجميع يكشفون له أسرارهم، نفاقهم وكرههم لبعضهم البعض..
كان يتفاجىء لكن سرعان ما يعود إلى لامبالاته، لأن مبالاته كانت سبب خسارته…
هو الأن لا يبالي بنفاق أو كره أو حسد،
هو فقط يعد الأوراق التي ستتساقط من شجرته
هو الأن يكتب إليك لترى مدى دمار زوبعة رحيلك عنه
هو الأن ينتظر رجوعك لتسقي قلبه وفؤاده، ،
أكتب لك
بقلم: فادي بن عيسى – معهد 14 جانفي 2011 بمكثر