عتمة

ربما الكثير من لم يعجبهم إسم الكتاب ربما الكثير من لم يرقهم الغلاف…

منهم من ليس مولعا بالقراءة ولا تستهويهم الكلمات …

منهم من لا يعشق الحقيقة الموجودة بين السطور ومنهم من لا يستلطف عقله الأدب …

لا اعلم ان كنت اكتب لغاية الترفيه عن نفسي او كي افصح عمّا يجيّش في قلبي … لكني علي يقين أنني سأكمل الكتاب قارئي العزيز…

لنبدأ هذه الرحلة الجميلة معا… نعم انها جميلة انصت إلي جيدا، لا ليس باذنيك وعينيك فقط دع عقلك وقلبك يواكبان هذه الرحلة…

دع كل حواسك تنسجم مع كلماتي ولكن عدني ان تحفظ كتابي وعدني ان تكون غيورا على كلماتي…

لا تفصح لأحد عن هويتي كن كاتما للأسرار التي سأخبرك اياها فهذه ليست حكايتي فقط فأنت جزء كبير منها حسنا قد اطلنا المقدمة ياصديقي دعنا نرفع المرساة من قاع البحر ونفتح الأشرعة لترقص مع الرياح… دعنا نبتدأ رحلتنا…

لست الا طفلة في السادسة عشرة من العمر استيقضت في عالم مظلم ربما أراه هكذا، لكني على يقين ان في هذا العالم المظلم سأجد جزء من النور، سأرى ذلك النور يدخل عبر نافذة صغيرة سيتغلغل في قلبي ليخفف كربي لكنه لن يزول سيضل ذلك الفراغ في قلبي …
احينا اشعر وكأنني أقاتل من اجل حياة ليس لدي الوقت لعيشها لا شيئ جيد سوى اننا نتقدم بالعمر.

اصبحت اعيش اليوم بيومه، المهم ان يمر بسرعة فقط كل مساء اطوي الصفحة على امل بداية جديدة لكن المرير ان كل شيئ يعاد بنفس الطريقة… اني يائسة من كوني يائسة علي الدوام ولا اجد ما يشعل بريق عيني ويرجع ضحكت فمي…. كيف تبدلت لهفتنا المجنونة إلى لا مبالات قاتلة …

بنيت داخلي مقبرة احلام كلما تبنيت حلما مات بعضها بأكسيد الخيبة وبعضها انتحر من ملل الإنتظار… اخر حلم لي مات بسكتة خذلان مفاجئة وبعدها إعتزلت الأحلام …

كنت اسعى للمكوث بمفردي على الدوام احيانا للكتابة واحيانا اخرى لترتيب افكاري او لتغلب على حزني …

انتظر الليل بفارغ الصبر أتدري لماذا؟ بالنوم كنت أتجاوز حزني هكذا اعشق تلك الأفكار التي تراودني عندما اضع رأسي على الوسادة رغم استحالة تحققها إلا انني أهيم بذلك العمل الإجرامي الذي ينشأنه عقلي وقلبي كل الأماني والطموحات  التي من الصعب الوصول إليها… نعم انه عالم افتراضي ولنا في الخيال حياة …

اني لست لهذا الكون ولست للعالم ولست للحب ولا حتى الصداقة ولست إليك ولا أنت لي أنا اساسا…
لا تعجبني الكثرة، شخص واحد، مكان واحد، وشعور واحد يغنيني عن كل شي، التعداد يرخص الذات قبل كل شي …
لا اعلم ان كان رصيدي اللغوي كافي لكي اكتب عن ما اشعر؛ لا اعلم ان كان ما اشعر يؤلمني ام انني اعتدت على الالم! لا اعلم ايضا ان كنت انسانة سيئة ام طيبة !

فإن كنت سيئة لما كان قلبي ابيضا ومتسامحا لدرجة السذاجة هذه؟! وان كنت طيبة لما كنت اعاني  الألم … ولما لم تسطع شمس الفرحة بعد في عالمي؟ اهو ابتلاء .. ام قدري البائس الذي اتعبني …

والآن، أني أشعر بالمعنى الحرفي للوِحدة، أشعر ما معنى أن يكون الانسان وحيداً بلا أصدقاء مُقربين، بلا أشخاص يفهمونه، بلا اشخاص يحبهم، ان يكون كل شيءٍ مُتضارب وغير مفهوم، أن أكون وحيدةً وكل ما أتكأ عليه هو قائمة أغاني ستتعفن قريباً من فرط إستماعي اليها، كل ما أتكأ عليه هي مُذكرة رخيصة أدوّن عليها بخطٍ رثّ وأخبئها خوفاً من أن يقرأني أحد،

أن يكتشف فوضايّ، أن يكتشف أنني لست الفتاة الهادئة المُبتسمة بنمطية، أنني مليئة بالفوضى والمشاعر التي تتضارب حتى تخنقني، أنني مليئة بأفكار تلتهمني كل يوم حتى التلاشي، أنني هُنا، ولست هنا في نفس الوقت، أنني أقوم بتدوين كلام غير مفهوم مُدعية بأنه فلسفتي الخاصة التي لن يفهمها أحد، أنني مليئةٌ بالسوّاد الدامس،

وأنه ليست ألوان ملابسي هي وحدها الغامقة، بلّ روحي هي الأخرى …

بقلم التلميذ: أسماء فطناسي – معهد قصر هلال