تقديم رواية « الشحاذ » ومحاور الاهتمام بكالوريا آداب

تقديم رواية « الشحاذ »  ومحاور الاهتمام بكالوريا آداب

محاور الاهتمام:

تبين الخصائص الفنية التالية:

 البنية القصصية

بناء الشخصية الروائية

الأمكنة ودلالتها الرمزية

الأزمنة وتصرف القصاص فيها

الحوار: بيان تنوعه وارتباطه بعالم الشخصية
النفسي

القضايا:

 منزلة الفن والعلم في العصر الحديث

أزمة الفنان وقضايا الابداع

معنى الحياة والتوق الى المطلق

أهمية البعد الروحي في حياة الانسان

العقل والعاطفة

الجنس والحب

الانتماء ودوره في حياة الانسان

التمهيد:

 عُرف أدب نجيب محفوظ بمراحل إختلف الناس في تحديدها لكنهم اتفقوا على الأقل على الوجود وهي تنحصر على أغلبهم إلى مراحل ثلاثة:

المرحلة التاريخية الرومنطقية: وهي تمثل مرحلة البدايات وتشمل الفترة بين 1936 و1938 فيها كتب نجيب محفوز « عبث الاقدار » و »كفاح طيبة » و »رادوبيس » وهي روايات اتفقت في كتابة تاريخ مصر القديم. هذه المرحلة قامت فيها الرواية على منهج المتابعة التاريخية ذات الاتجاه الواحد في بناء احداثها.

المرحلة الواقعية الاجتماعية أو الواقعية الاشتراكية: استيقظ فيها نجيب محفوظ من الوهم الرومنسي وعاد فيها من التاريخ الى الواقع ومن الماضي الى الحاضر ليكشف زيفه وبطلانه بروايات كتبها ما بين 1939 و1952 وهي روايات « القاهرة الجديدة » و »خان الخليلي » و »زقاق المدق » و »بداية ونهاية » ثم ختمها بالثلاثية: بين القصرين (1948) وقصر الشوك 1950) والسكرية 1952.

 تميز هذه المرحلة ظهور الأنماط البشرية والشخصيات الحية بدلا من الأقنعة التاريخية ارتبطت هذه المرحلة فنيا بالتحليل والتفصيل الدقيق لكل شيء وللمتابعة المتأنية لحرية الاحداث والمواقف هيمن عليها السرد والحوار في محاولة تشريحية لبنية الشخصية وبنية الواقع الاجتماعي موسوعة سكوول وقد ركز فيها على أزمة الطبقة المتوسطة في مدينة القاهرة على الخصوص وفي أحيائها الشعبية في محاولة لتبين أزمة هذه الطبقة أسبابها ومظاهرها ومآلاتها وقد سماها البعض بأزمة السقوط أو التسلق.

المرحلة الثالثة والتي كانت بعد صمت امتد من 1952 الى 1959 كُسر بأولى رواياته الرمزية « أولاد حارتنا » التي كشف فيها التاريخ الاجتماعي السياسي والديني مقدما الحل الذي يراه للمآسي الاجتماعية التي كان قد ألفها في روايته السابقة وهذا الحل هو العلم والاشتراكية وبذلك تفرع محفوظ للنظر في مأساة البشرية الأولى ألوهيا الموت. كما صدرت عن محفوظ أيضا « السمان والخريف 1962″ و »الطريق 1964″ و »الشحاذ 1965 » وأخيرا « ثرثرة فوق النيل 1966 ».

وقد اختلف النقاد في تسمية هذه المرحلة بحسب زوايا النظر إليها. إذ سماها صبري حافظ مرحلة الواقعية الجديدة ونبيل راغب « المرحلة
الانتقالية » وجورج ترابيش سماها « المرحلة الفلسفية » وسماها مصطفى التواتي بالمرحلة « الذهنية المجردة  » .وما يميز هذه المرحلة عموم الأفكار الذهنية المجردة وهي التي حلت في هذه الروايات محل الأشخاص وعوضت الاطروحة الفلسفية العقدة الروائية الكلاسيكية. موسوعة سكوول يقول محمود أمين العالم: » إن روايات هذه المرحلة هي روايات كمال يقال ذات أطروحة أو ذات قضية محددة تسعى لتأكيد بمختلف الاحداث والشخصيات والمواقف رموزا وأقنعة للتعبير عن هذه الاطروحة او القضية ». ويقول غالي شكري في كتابه المنتمي متحدثا عن البطل فيها: » البطل زيادة عن كونه كائنا اجتماعيا سياسية أصبح أيضا فكرة ».

إنها روايات في القلق الوجودي والفكري تهيمن عليها المقولات الفلسفية الميتافيزيقية كالعبث والموت ومعنى الحياة والوجود حتى أصبحت الشخصية فيها وما يصدر عنها من مواقف تمثل مشكلة الانسان عامة وأزمته الوجودية وموقفه من أسرار الحياة وألغازها التي أفرغها نجيب محفوظ مثلا في رواية الشحاذ التي كانت أكثر روايات محفوظ اكتضاضا بالفلسفة والمعادلات العقلية كما قال عنه صبري حافظ: » ليس أمامي أن أنتحر أو أتحول إلى عبث ».