محور الاخلاق: الخير واللذة والسعادة: أبيقور – بكالوريا
علام تتأسس السعادة؟ وفقة أية رؤية يمكن اعتبار اللذة بداية الحياة السعيدة وغايتها؟-
علام تتأسس؟
إذا كان تأسيس السعادة يستدعي في نظر أبيقور استحضار اللذة فإن هذا الامر يستدعي قبل ذلك وضع نظرية في الرغبات البشرية على اعتبار ان اللذة هي إشباع للرغبة.
اللذة هي اتباع رغبات مختلفة:
رغبات لا طائل منها: وهي الرغبات التي لا فائدة منها ولا تصلح لسلامة الجسم…. وينصح ابيقور باسقاطها من حساباته مثل الشهرة وطلب الجاه.
– رغبات طبيعية فقط: وهي الرغبات التي يميل اليها الانسان بطبعه وينصح ابيقور بالاعتدال في اشباعها مثل الخمر والجنس.
-رغبات طبيعية ضرورية: الأكل والنوم وسلامة الجسد: الاستحمام.
بناءا على ماتدم يتبين أبيقور ان السعادة ترتبط باشباع الرغبات واذا كان اشباع الرغبة يقوم على اللذة فإن معنى ذلك ان اللذة « هي بداية الحياة السعيدة ». لكن هل يمكن لكل لذة ان تكون مصدرا للسعادة؟ ألا يمكن أن تتحول اللذة إلى مصدر ألم؟
شروط السعادة:
– ضرورة تدبر اللذة: إذا كانت اللذة هي أساس الحياة السعيدة فإن ذلك لا يعني أن كل لذة هي بالضرورة مصدر للسعادة إذ يرى أبيقور أنه في كثير من الاحيان ما نضطر الى تفضيل الالم على اللذة فألم ظرفي تعقبه لذة دائمة خير من لذة ظرفية يعقبها ألم فإن ما يشترطه تأسيس السعادة على اللذة هو حسن اختيار اللذة يقول أبيقور:
» لا تتمثل الحياة السعيدة في السكر المتواصل وفيما تقدمه المادة الفاخرة من سمك شهي واطعمة لذيذة ».
اللذة التي تصلح للسعادة هي « التي لا تحدث ألما في الجسم ولا اضطرابا في النفس ». معيار إدراك هذه اللذة هي الحكمة العملية التي تستند الى خبراتنا وتجربتنا الحياتية « ان الحكمة هي مبدأ كل ذلك وهي أعظم خير نعرفه ».
إذ يعتبر أبيقور أن الحكيم وحده يمكن أن يكون سعيدا وفاضلا ونزيها وعادلا.
-الاكتفاء الذاتي: يتعلق ذلك بالرضاء الموجود من منطلق أن طلب ما ليس موجود يسبب لنا الالم مرتان (1) ونحن نطلبه و(2) عندما لا نحصل عليه ويرتبط الاكتفاء الذاتي بالقناعة على اعتبار ان الشيء البسيط اذا كانت الحاجة اليه اكيدة يكون بالضرورة مصدر اللذة وهنا ينصح ابي قور بالتعود على الحياة البسيطة: » إن قليلا من خبز الشعير والماء يجعلنا نشعر بلذة عظيمة اذا كانت الحاجة اليهما شديدة ».
-القناعة: ترتبط بالاعتدال في اشباع الرغبات سواءا الطبيعية او الطبيعية الضرورية ولا افراط ولا تفريط.
– الاكتفاء بالطبيعي: على اعتبار ان الطبيعي أولا متور في الطبيعة لا نحتاج الى خخد كبير في اقناعه وثانيا لان الطبيعي أكثر نفعا للصحة.
-عدم الخوف من الموت: إذا كان الموت هو تعطيل لفعل الحواس فان الموت لم يأتي بعد ولذلك فلا حاجة للخوف الذي يسبب الاضطراب.
إن اللذة هي أساس الحياة السعيدة شريطة توفر جملة من المقتضيات والشروط.
المكاسب:
التأكيد على أهمية السعادة على مبدأ اللذة من منطلق أن ذلك يفتح الفلسفة على قضايا جديدة أهملتها الميتافيزيقا هي قضايا الرغبة والحس.
الحدود:
هذا التصور للسعادة نخبوي تختزل السعادة في الحكماء باعتبار قدرتهم على حسن اختيار اللذة.