مواضيع للانجاز – شهزراد الحكيم: بكالوريا آداب: الموضوع الرابع: لئن استلهم الحكيم من الأسطورة ما أقام به بناء المسرحية التراجيدية بناءا متماسكا تجاوز فيه خصائص الحكاية في ألف ليلة وليلة فإنه قد انفتح بنزعته الذهنية على قضايا وجود الانسان. حلل هذا القول وناقشه معتمدا ما درست.

 

 
 
مواضيع للانجاز – شهزراد الحكيم: بكالوريا آداب: الموضوع الرابع: لئن استلهم الحكيم من الأسطورة ما أقام به بناء المسرحية التراجيدية بناءا متماسكا تجاوز فيه خصائص الحكاية في ألف ليلة وليلة فإنه قد انفتح بنزعته الذهنية على قضايا وجود الانسان.
حلل هذا القول وناقشه معتمدا ما درست 

 

هام: هذا المحتوى لا يحتوي على نسخة جاهزة للطباعة
استلهام
الأسطورة:
عاد الحكيم
إلى الحكاية الأسطورية ذات الأصل الشفوي والمتربطة بأجواء الأنس في ألف ليلة وليلة
واقتطع منها قصة الملك شهريار والملكة شهرزاد فأخرج الشخوص من القول إلى الفعل
وصار شهريار راحلا بعد سكونه وكان الجلاد في القصر فخرج عنه وعاد العبد إلى الحياة
بعد أن كان ميتا في ألف ليلة وليلة وتوقفت شهرزاد عن الحكي لتشغل عن الصراع
فالتحويل للأسطورة ارتبط بالشخصيات الأسطورية ليصبح فعلا ركحيا منظورا وصارت
الشخصيات فاعلة ولم تعد ناقلة ونتج عن ذلك تغيرا في نمط الكتابة اذ اختفى السرد
ونال الحوار مكانة مركزية وخرج شهريار من المقعد السماعي لينافس شهرزاد في طاقة
الكلام وهكذا ساهمت كل الشخوص في الحوار مما يحقق قيمة درامية في المسرحية.
 
كما تصر ف
الحكيم في نظام الأحداث إذ بدأت المسرحية من حيث انتهت الأسطورة فتوقف عملية الحكي
وتعطل فعل الجلاد بما هو القتل لينطلق شهريار في رحلة البحث وهذا التصرف في أحداث
الأسطورة ينتج مسرحية ذات فكرة مركزية هي السؤال عما آل إليه الانسان في شهريار.
 
البناء
التراجيدي المتماسك:
البناء
التراجيدي بناء هرمي من مقدمة احتفالية دموية بقتل زاهدة العذراء إلى سر شهرزاد ثم
نمو الفعل من خلال الرحيل لينحدر إلى فعل الخيانة نحو الكارثة التي مثلها انتحار
قمر ظاهرا وباطنا تحول شهريار إلى خيال انسان
إذن كان
البناء التراجيدي متماسكا ويبدو ذلك في توالد الأحداث محققة للبناء الدرامي فكل
فعل يصعد ما بعده ويزيد الصراع حدة ليستمر الفعل المسرحي تجاذبا بين قطبي الصراع
(شهرزاد – شهريار).
النزعة
الذهنية:
مظاهرها:
تنكشف أساسا
من خلال اللغة الرمزية في الخطاب ولغة الحوار ولا تفصح بالموقف بقدر ما تحيل عليه
من خلال شبكة من الرموز حولت العناصر الفنية إلى رموز موظفة في طرح القضايا وتنكشف
هذه الرمزية في الأطر والشخصيات والاحداث.
 
رمزية الأطر:
يتحول المكان
إلى طرف ذهني مصارع للإنسان إذ يصفه شهريار قائل: » إني أضيق ذرعا بهذا المكان
– هذا الجثمان خلق المكان » ليصبح المكان طرفا في الصراع ويتحول الزمان إلى
طرف ثان مساهما في تصعيد الفعل وتسببه في المأساة مثل فشل شهريار في المعرفة يقول: »
وسرعان ما اتخذت حياتي شكل محتوى جسدي من زمان ومكان ».
 
رمزية
الشخصيات:
في تمثيلها
لمكونات الكيان فقمر العاطفة والوجدان والعبد الغريزة والجسد وشهريار العقل
والجلاد القوة الجسدية وهي جميعا كيان انسان واحد يتصارع عقله مع جسده يقول
شهريار: » أود أن أنسى هذا اللحم وذا الدود وأنطلق إلى حيث لا حدود ».
 
رمزية
الأحداث:
تجسيدها
لحالات ذهنية تعيشها الذات الإنسانية فالقتل يجسد التجريب والرحيل يجسد التحرر من
أسر المكان والخيانة تسجد تلبية نداء الغريزة والانتحار يجسد صدمة الوجدان
وانهياره أمام قوة الحقيقة.
تحول العناصر
الفنية للحكاية إلى رموز فتحقق ذهنية النص المسرحي وستسمح هذه الذهنية بإثارة
قضايا الانسان في الوجود.
قضايا
الانسان في الوجود:
يمكن تفصيلها
بين قضايا تخص الانسان في ذاته وأخرى منزلة الانسان في الكون.
 
قضايا
الانسان في ذاته:
وهي قضايا
متعلقة بوعي الذات بذاتها بين الاغتراب والتعادل وشخصيات المسرحية في أغلبها
مغتربة عن ذاتها تجسد وعيا يضخم جزءا من الكيان على حساب بقية المكونات ليتطرف
العقل في شهريار وتتضخم العاطفة في قمر ويطغى الحس في العبد ومن هنا كانت مأساتهم
جميعا نتيجة لاختلال التعادلية الداخلية.
 
قضايا منزلة
الانسان في الكون:
هي قضايا
متعلقة بوعي الانسان بمكانته في الكون مثل قضايا المعرفة وسبل إدراكها وقضية معنى
الحياة في الحس أم في الوجدان أم في العقل ومنزلة الانسان في الكون مرتبطة بوعيه
بذاته وقدرته على الفعل في الوجود فعلا خلاقا وإيجابيا يقاوم العدم ويشرف على
الكون بالمحاولة والمقاومة فالإنسان عند الحكيم ليس إله الكون.
النقاش:
هل استطاع
الحكيم التخلص من خصائص الحكاية في الأسطورة؟
ان الإشارات
الركحية في المسرحية تختزل الاحداث أو تصف الأطر مما أعاد إلى الاذهان أجواء ألف
ليلة وليلة من الخيانة والقتل والسفر.
هل كان
البناء التراجيدي متماسكا؟
البناء
التراجيدي السداسي في الأصل ومراحل الفعل في مسرحية شهرزاد خماسية من مقدمة احتفالية
إلى سرها إلى رحيل فخيانة ففاجعة مما يجعل ملامح الذروة أو العقدة لا تكاد أن
تنكشف حتى أن مسألة البطولة لا تحسم بدقة في هذه المسرحية فمن هو البطل الحكيم
والفاجعة قد أصابت قمر ومن هو البطل والفعل التصعيدي ينجزه شهريار بإرادة من
شهرزاد.
 
هل كانت
المسرحية تراجيدية خالصة ورحلة شهريار مرتبطة بمعرفة السر في شهرزاد؟
نزعت لغة
المسرحية نزعة ذهنية في اعتماد الرمز لكن توفيق الحكيم لم يحافظ على دقة الرمز في
المسرحية. فشهرزاد يتلون وجودها فتتغير رمزيتها من القلب إلى العقل إلى الجسد لترد
بنفس الجملة.
وعند ذلك
تصبح شهرزاد مرآة لا سر فيها وسطحا لا جوهرا كما أن الحوار قد مال إلى تكثيف
المصطلحات الذهنية من جسد وقلب وعقل وروح مما ينزع باللغة نزعة تصريحية.
 
هل عالج
الحكيم قضايا الانسان أم أنه قدم اطروحاته الفكرية؟
أراد الكاتب
أن يقدم أطروحاته الفكرية من خلال نص مقتبس من الأسطورة فأنطق الشخصية بفكرته وجسد
فيها تصوره للإنسان على أنه بشر له ضعفه ونقصه وأخطاءه لذلك لامت شهرزاد شهريار
على خروجه من آدميته فقالت: « انت انسان هالك انت انسان عالق بين الأرض
والسماء » فنطقت شهرزاد بأطروحات الحكيم الفكرية وهي الايمان ببشرية الانسان
ونفي الاغتراب والتطرف والاقرار بأن الانسان ليس وحده في هذا الكون وهذا ما يجعل
معالجة القضايا محكومة بالأطروحة الفكرية.



المزيد من المواضيع مع الاصلاح: اضغط هنا