موضوع حول رواية الشحاذ بكالوريا آداب: ليست الأمكنة والازمنة في رواية الشحاذ مجرد أطر من الأحداث بقدر ما هي رموز وظفها لمعالجة قضايا ذهنية. مامدى وجاهة هذا الرأي.
الأمكنة والازمنة أطر للأحداث:
المكان في النص
السردي إطار ثابت للاحداث فالمكان فيه ما هو مركزي وفيه ما هو هامشي فالاماكن
المركزية هي مدينة القاهرة وقد
تخير نجيب محفوظ منها مواقع حركة البطل موسوعة
سكوول ومنها عيادة الطبيب محمد صبحي وقد كانت في عمارة بميدان سليمان باشا وسط
القاهرة وقد دل أثاثها على الوجاهة والثراء فاللوحة إطارها مذهب وعلى مكتب الطبيب
« أداوت مكتبية نفيسة » وقد قصد عمر الحمزاوي عيادة الطبيب للكشف عن
العلة.
الشقة / البيت: تطل على النيل بها أثاث فاخر « اعتمدت بثينة بكوعها على كتف تمثال برنزي لامرأة » وقد كان البيت فضاءا للحياة الاسرية لكنه تحول الفضاء إلى جو متوتر. وأما المكتب حقق فيه البطل مجدا وثراءا ونجاحا اجتماعيا ولكنه كالبيت الاسري ولد فيه إحساسا كريها بالملل. اما الأماكن الهامشية فإليها هرب البطل فرارا من المركز موسوعة سكوول ومنها ملهى باريس الجديد الذي التقى فيه عمر الحمزاوي بالمغنية مارغريت. وشقة وردة وهو « عش الغرام » جهزه عمر لوردة فكان بديلا عن البيت الاسري وتبقى الصحراء المكان المفتوح التي احتضنت مغامرات عمر الحمزاوي وصارت فضاء مناجاة صوفية وانفتحت فيه عينه على ما لا تراه عيون الناس. فالكوخ في الريف لجأ إليه عمر عند شعوره باليأس وبحثه عن العزلة.
المكان باعتباره رمزا لمعالجة قضايا ذهنية:
السجن يذكره
البطل على أنه المكان الذي قضى فيه عثمان عشرين سنة من القهر كما اقترن مركز
المدينة بالنشاط المقيد بالقانون
والقيم والتقاليد. اما هامش المدينة فقد ارتبط بالنشاط الخارجي عن القيم والقانون سدا
لحاجيات الوجود فشقة وردة رمزا لتجربة الحس واقترنت الصحراء بانفتاح على المطلق
سدا لحاجة الروح موسوعة سكوول ورمزا لتجربة التصوف وهكذا انتظمت العلاقات بين
الأمكنة على ثنائية الانغلاق والانفتاح وارتبطت هذه الثنائية بثنائية الموجود
المرفوض في المركز والمنشود المستعصي في الهامش.
الأزمة:
الزمن الموضوعي
أو الواقعي: هو زمن مرتبط بثورة جويلية 1952 وما يتبعها من تحولات وقد جعل نجيب
محفوظ النهار إطارا للنشاط
الاجتماعي كزيارة الطبيب وممارسة الحياة العائلية والالتقاء بالاحباب والأصدقاء خلافا
لليل الذي اقترن بالخروج عن المألوف وخاصة سعي عمر إلى المغامرات العاطفية وامتدت
لحدوث الرواية على الفصول الأربعة، موسوعة سكوول حيث مرض البطل صيفا ليذهب لشاطئ
الإسكندرية وتحول مع اسرته إلى الشاطئ وتردد إلى الملاهي خريفا وعاشر وولد شتاء
إلى ان كان الربيع عاد الى ارتياد الملاهي وقد امتد زمن الرواية سنتين تقريبا تسعة
أشهر قبل خروج عثمان من السجن وسنة ونصف إلى حين عودته إليه.
الزمن النفسي / الرمزي: إن الحوار الداخلي أو الباطني أخرج الزمن من بعده الواقعي إلى بعده النفسي أي الرمزي فيصبح الماضي يسبق الحاضر بعشرين سنة زمن الثورة والشعر والحلم والفن بالمدينة الفاضلة موسوعة سكوول اما الحاضر زمن الأزمة وجسدتها المطاردات البوليسية اما المستقبل فهو استشراف يعقد عليه الامل.
الأزمنة والامكنة رموزا لقضايا ذهنية:
بعض الأمكنة منغلقة مثل السجن والبيت والمكتب رمز الى معنى الحياة المرفوض اما الإماكن الأخرى اقترنت بالتحرر من التقاليد كبيت وردة والملاهي ورمز لمعنى الحياة في الحس ورمز لانعتاق الروح في الصحراء موسوعة سكوول من سجن الجسد بابراز أهمية البعد الروحي في الانسان عبر تجربة التصوف.
بعض الأزمنة
اقترنت بالوحشة والقلق عبر الليل وساعد في الكشف عن مظاهر الازمة التي عصفت بمعنى
الحياة ويقترن الخلق والولادة
بالفجر.
النقاش:
بعض الأمكنة اقتصرت على وظيفة واحدة. فقد ذكر السجن في بعده الرمزي موسوعة سكوول لا بوصفه إطارا للاحداث وبعض الأمكنة لا تؤطر حدثا وليس لها بعدا رمزيا كميادين الإسكندرية.
بعض الأزمنة كالثورة الزمن التاريخي فهي لا تؤطر حدثا وانما كانت الثورة خلفية تاريخية لاحداث الرواية.
التاليف:
ان الخصائص التي قام عليها توظيف الأمكنة والازمة في رواية الشحاذ ترتبط موسوعة سكوول بفن كتابة الرواية الحديثة باعتبارها رواية تعتمد على الرمز في المعالجة الفنية لذلك قدمت الوظيفة الرمزية على الوظيفة التأطيرية دون أن تلغيها ولعل هذه الخصائص تضمن أدبية القص في رواية الشحاذ.
مواضيع للانجاز مع الاصلاح: اضغط هنا