درس الحركة الوطنية التونسية في الثلاثينات – تاسعة أساسي

 درس الحركة الوطنية التونسية في الثلاثينات – تاسعة أساسي

I-                  ظروف تطور الحركة الوطنية التونسية في الثلاثينات:

1)  أزمة الاقتصاد والمجتمع بتونس:

·       اقتصاديا:

وصلت الأزمة الاقتصادية العالمية إلى تونس:

–         فأغرقت الأسواق التونسية بالبضائع الأجنبية و انهارت الأسعار وتأزمت التجارة.

–         كما تأزم النشاط والحرفي  والإستخراجي (الفسفاط + الحديد).

–          وبسبب تعاقب سنوات الجفاف والجراد تفاقمت أزمة الفلاحة التونسية.

–         (← تدهورت المحاصيل).

·       اجتماعيا:

       تضرر المجتمع التونسي حيث:

–         أفلس الفلاحون والحرفيون والتجار التونسيون.

–        وانتشرت البطالة والفقر، وتدهورت المقدرة الشرائية

–        وعمّت النقمة على المستعمر الذي اعتبر مسؤولا عن الأزمة الشاملة.

2)  الاستعمار يستفز ويتحدّي المشاعر الوطنية والدينية للتونسيين:

تجسم ذلك في:

·       1- في ماي 1930 نظمت سلطات الحماية الفرنسية المؤتمر الأفخرستي للتبشير بالمسيحية : جمع رجال الدين المسيحيين من دول عديدة في ضاحية قرطاج.

·       2- كما نظمت احتفالات سنة 1931 بمناسبة مرور 50 سنة على احتلالها تونس.

·       3-  شجعت تجنيس التونسيين بالجنسية الفرنسية وفرضت دفن المتجنسين بالقوة في مقابر المسلمين.

← أثارت ذلك غضب التونسيين فنشرت النخب التونسية المثقفة في الصحف مقالات منددة بسياسة استفزاز وتحدي المشاعر الوطنية التونسية، وبرزت بصفة خاصة نخبة شابة مثقفة درست بفرنسا أسست سنة 1932 جريدة بالفرنسية عنوانها « العمل التونسي » فعرف أصحابها بـ جماعة « العمل التونسي »(منهم الحبيب بورقيبة + محمود الماطري…).

← وأحيت المقالات الحماسية لهذه الجماعة الوعي والحماس الوطني والديني ضد المستعمر.

·        ونتج عنها تنظيم مظاهرات (بتونس العاصمة) وحصلت صدامات مع المستعمر (بنزرت + المنستير + العاصمة).

II- مظاهر تطور الحركة الوطنية التونسية:

1) تأسيس الحزب الدستوري الجديد (02 مارس 1934)

– خلاف داخل اللجنة التنفيذية للحزب:

  في مؤتمر الحزب الحر الدستوري المنعقد بنهج الجبل (12-13 ماي 1933) تقرر ضم جماعة « العمل التونسي » الشابة  إلى القيادة القديمة في الحزب الدستوري التونسي (=الجنة التنفيذية) =. (منهم:  محي الدين القليبي + أحمد الصافي + صالح فرحات) (وكان الزعيم ع.ع.الثعالبي في القاهرة …).

حصل خلاف (داخل الجنة التنفيذية للحزب)  بين القيادة الشابة (جماعة « العمل التونسي ») والقيادة القديمة حول طريقة تعامل الحزب مع المستعمر: التعامل مع الأوامر الزجرية الصادرة منذ 06 ماي 1933 (قبل انعقاد مؤتمر نهج الجبل ب6 أيام) والتي منعت كل عمل سياسي تونسي وفرضت الإقامة الجبرية على نشطاء الحزب الدستوري:

            –  موقف القيادة القديمة = تهدئة السكان والتريث.

       –  موقف القيادة الجديدة = التصعيد والمواجهة وتحريك الجماهير الشعبية.

·        لمّا  اشتدّ الخلاف بينهما استقالت جماعة « العمل التونسي »  من اللجنة التنفيذية.

 *** مؤتمر قصر هلال:

   بطلب من جماعة « العمل التونسي » عقد يوم 02 مارس 1934 بقصر هلال مؤتمر استثنائي للحزب الحر الدستوري (قاطعته القيادة القديمة).

·         وخلاله قرر المؤتمرون:

 -1  حلّ اللجنة التنفيذية للحزب ورفت أعضائها(قيادة الحزب القديم).

-2  تأسيس الحزب الدستوري الجديد (خلفا للحزب الدستوري التونسي القديم).

-3  وانتخاب قيادة جديدة من جماعة « العمل التونسي »   للحزب الجديد باسم جديد (=الديوان السياسي) : (محمود الماطري= رئيس للحزب / والحبيب بورقيبة كاتب عام). 

-4  تجديد أساليب العمل السياسي والترفيع في عدد الشعب الدستورية وتكثيف الاتصالات المباشر بالجماهير الشعبية لتوعيتها وتأطيرها وإقحامها في النضال الوطني.

← اكتسب الحزب الدستوري الجديد شعبية ونجاحا منقطع النظير، وعمل من أجل إحياء العمل النقابي وتوظيفه لدعم النضال الوطني.

2) تجذر الحركة الوطنية:

أ)   تأسيس جامعة عموم العملة التونسية الـ2:

* تعاون مناضلو الحزب الدستوري الجديد مع  رفاق محمد على الحامي الذين عادوا من المنفى بقرار من حكومة الجبهة الشعبية الفرنسية (وصلت إلى الحكم في جوان 1936- 1938)، و نجحوا في تأسيّس جامعة عموم العملة التونسية الـ2 يوم 27 جوان 1937 وتم انتخب بلقاسم القناوي(وهو من الدستوريين الجدد) أمينا عاما لها. وتضمن برنامجها الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال في تونس بغض النظر عن جنسياتهم ولغاتهم ودياناتهم…

  * نظمت الجامعة النقابية الـ2  إضراب عمّال مناجم الفسفاط بقفصة في مارس 1937.

* لكن قادة هذه الجامعة النقابية التونسية دخلوا في خلاف مع النقابات الفرنسية، كما توترت علاقتهم بقيادة الحزب الدستوري الجديد بسبب الخلاف حول مفهوم العمل النقابي.

* وانعقد مؤتمر استثنائي (أواخر جانفي 1938) تولى خلاله الهادي نويرة (وهو من الدستوريين الجدد) منصب أمينا عاما للجامعة النقابية التونسية (خلفا لـ بلقاسم القناوي) وبفضل دعم النقابة له أصبح الحزب الدستوري الجديد أكثر قوة وأقدر على مواجهة المستعمر.

ب) نشاط وطني يراوح بين المواجهة والحوار:

 ** المواجهة: بين 1934- 1935:

كثف الحزب الدستوري الجديد نشاطه ونظم مظاهرات احتجاج ضد المستعمر الفرنسي في مناطق مختلفة من البلاد ودعا التونسيين إلى مقاطعة البضائع الفرنسية والامتناع عن دفع الضرائب.

– واجه المستعمر الفرنسي هذا التصعيد بقمع شديد ونفي قادته (ح.  بورقيبة).

 **  الحوار:بين 1936-1937:-

 انتهجت فرنسا سياسة تحرّر وحوار تمهيدا لانتخابات ماي 1936 التي أوصلت الجبهة الشعبية إلى الحكم في باريس (جوان 1936). تم تعويض المقيم العام المتشدد = « بيروطون »  بآخر متحرر = « أرمان غيوم » فأطلقت سراح المنفيين من قادة الحزب الحر الدستوري الجديد (مارس 1936) 

  –  واسترجع الحزب نشاطه المكثف وارتفع عدد شعبه من 162 إلى 400 (بين 1936 و1937).

  –  وقبلت الحكومة الفرنسية (حكومة الجبهة الشعبية)،التفاوض مع(الزعيم ح. بورقيبة ) ممثل الحزب الدستوري الجديد حول مطالبه المعتدلة ( انشاء برلمانا وحكومة مسؤولة أمامه). وأبدت – عبر كاتب الدولة المساعد لوزير خارجيتها « بيار فيانو »- تفهما لهذه المطالب ووعدت بإجراء إصلاحات.

** فشل الحوار وعودة القمع أفريل 1938:

– وبسبب اعتراض المعمرين الفرنسيين (اليمين) على هذا الوعد فشل الحوار وأعلنت القطيعة بين الطرفين.

فـ دعا الحزب التونسيين إلى تصعيد النضال والعصيان المدني والعسكري.

ردت سلطات الاحتلال باعتقال عناصر قيادية في الحزب (صالح بن يوسف + سليمان بن سليمان + يوسف الرويسي…) بمجرد سقوط حكومة الجبهة الشعبية.

·       فـ نظم الديوان السياسي إضرابا عاما يوم 08 أفريل 1938 تحول يوم 9 أفريل إلى مصادمات دامية وأعلنت حالة الطوارئ وتوقفت الصحف الوطنية عن الصدور وحوكم عدد كبير من المناضلين التونسيين. وتوقف النضال الوطني العلني حتى نزول جيوش المحور في تونس أثناء الحرب العالمية الثانية.