شرح نص النائمة في الشارع لنازك الملائكة – محور المدينة والريف – السنة الثامنة من التعليم الأساسي
التقديم:
لعل العيش في المدينة ورغم سهولته، فإن العيش فيها ليس سهلا للبعض الآخرى خاصة في فصلي الشتاء والصيف. فالشتاء فصل الأمطار والبرد والثلوج، أما الصيف فيتميز بالحرارة والجفاف. ولعل العيش في المدينة في فصل الشتاء أتسع وأشقى من العيش فيها في الصيف. ففي الشتاء تكثر الأمطار فتكثر بذلك برك المياه وتكثر معها الفيضانات في الانهج خاصة وان كانت المدينة ذات بنية تحتية هشة. برد قارص، لا يمكن تحمله في بعض الاحيان خاصة للفئات الفقيرة التي تجعل من الليل لباسا لها والنهار عطفا عليها.
ولعل هذا النص « النائمة في الشارع » لنازك الملائكة » المدرج ضمن محور المدينة والريف للسنة الثامنة من التعليم الأساسي سيرسم لنا صورة مماثلة.
الموضوع:
حياة فتاة تحت وطأة المطر والشتاء القارص.
التقسيم:
ملاحظة: تقسيم النص مبني على إجابة السؤال الأول.
من البداية إلى قول الشاعرة (وتنوح مصابيح) البيت 6: وصف المكان والزمان وحالتهما
من قول الشاعرة « والحارس » في البيت 7 إلى قولها « الظلمات » في البيت 8: وصف الحارس
البقية: حالة الفتاة المأساوية في فصل الشتاء.
التحليل:
السؤال الثاني:
إن الصفات التي رسمتها الشاعرة نايزك الملائكة للمكان والزمان، هي صفات لفصل الشتاء، حيث البرد والمطر والبرق والرعد وبالتالي الأعاصير، ولعل هذه الصورة تحاول من خلالها الشاعرة بعث مشاعر التعاطف للقارئ مع شخصية القصيدة، بل وبدأت تهيئه لمشهد الفتاة.
السؤال الثالث:
ساهمت العناصر المكونة لفصل الشتاء من نزول الأمطار والرياح والظلمة والبرق والرعد والشارع المهجور في بناء وحشة المدينة وسكونها ليلا.
السؤال الرابع:
وردت كلمة الظلمة في القصيدة في سياقات متعددة، بل ومتكررة. ولعل الظلمة الأولى (البيت 2) هي سماء الليل السوداء التي تبعث الظلمة، أما الظلمة الثانية (البيت 3) فهي ظلمة مجازية تعبر عن نزول المطر في الليل وكأن دموع الفتاة تنزل ليلا دون أن يعبأ بها أو يشعر بها أحد. اما الظلمات (البيت 8) فهي تعبير عن ما ينتج عنها من عتمة بل من إعماء للعين… اما الظلمة في البيت (10) فهي الظلمة الحالكة التي كانت تحيط بالمنزل في تلك الليلة. أما الظلمة الأخيرة (البيت 24) فهي ظلمة فاعلة، فكأنها تقسو على الفتاة دون أن تشعر.
السؤال الخامس:
تجسد صورة الفتاة، نموذجا لكل فتاة أو فتى متشرد، وبالتالي فهي تلقي نظرة على المتشردين والأيمات والفقراء والمساكين الذين يجعلون من الليل لباسا لهم ومن النهار سعي وراء لقمة العيش.
السؤال السادس:
في النص قرائن عديدة تدل على اشفاق الشاعرة على الفتاة ويبرز ذلك في قولها: » رقة هيكلها وبراءة عينيها – ضمت كفيها في جزع في إعياء… ».
السؤال السابع:
إن المتشرد عموما يشعر بنفسه أنه عالة على المجتمع، أنه لا أحد يعبأ به، كأنه لا وجود له في هذه الدنيا، بل وكأنه شبح، كأنه حيوان قذر كما ينظر إليه بعض الناس الذين يفتقون للإنسانية. ولعل هذه النظرة من المجتمع، تبعث نفسية متأزمة بائسة لدى المحتاج. فبما أن المادة هي مصدر لتحقيق قيمة الفرد في المجتمع، وبما أن المحتاج يفتقد إلى تلك القيمة، فإن النظرة إليه ستكون نظرة دونية.