درس تكامل العقل والنقل في إثبات حقيقة الغيب – أولى ثانوي – تفكير إسلامي

درس تكامل العقل والنقل في إثبات حقيقة الغيب – أولى ثانوي – تفكير إسلامي

I-أهمية العقل في إثبات وجود الله:

قال تعالى: « أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) » سورة الغاشة 17 -20.

 في قوله تعالى دعوة الى التأمل والنظر والبحث، دعوة الى اعمال العقل لإثبات وجود الله تعالى، عدوة الى استعمال منهج الاستدلال العقلي الذي أساسه الأدلة والبراهين وغايته الاقناع.

استخدم الأنبياء والرسل عليهم السلام هذا المنهج في اقناع أقوامهم بعقيدة التوحيد كسيدنا إبراهيم عليه السلام في تكسيره للأصنام وتعليقه الفأس في عنق كبيرهم وأبي حذيفة أثناء مجادلته لفئة من الدهريين.

II- تكامل العقل والنقل في إثبات الغيب:

1- تحديد المفاهيم:

أ- العقل:

ملكة تدرك به النفس ما لا تدركه الحواس وهو ميزة خص بها الله تعالى الانسان عن بقية المخلوقات وتتمثل وظيفته في المعرفة والتمييز في الادراك وهو شرط من شروط التكليف عضمه الله تعالى ونبه إلى وجود استخدامه ومدحه في العديد من الآيات القرآنية. قال تعالى: « إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ».

ب- النقل:

هو الوحي، الشرع المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.

ت- الغيب:

هو كل ما غاب عن حواسنا وما لم تدركه العقول. والغيبيات هي الماورائيات. الوغيب نوعان:

غيب نسبي وهو ما يتوفر عليه دليل إما ان يكون نقلي مثل علامات الساعة والملائكة والجنة والجن …. أو عقلي كوجود الله وتكوين الجنين في بطن أمه والطقس.

وغيب نسبي ما لم يتوفر عليه دليل لا بالنقل وبالعقل كذات الله تعالى او موعد الساعة أو الموت أو الروح.

2- حدود العقل:

ينقسم الوجود إلى عالم الشهادة وعالم الغيب. ففي العالم المشاهد قد كشف الانسان العديد من أسرار الكون وقوانين الطبيعة وتوصل إلى معارف يقينية دقيقة علمية هذه الحقائق جعلته يدرك جزءا من الغيب النسبي كوجود الله تعالى. قال تعالى: » إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ». في العالم الغيبي العقل فيه عاجز عن ادراك الغيب المطلق ونتائجه في هذا المجال غير يقينية ولا علمية فلا يمكن للعقل أن يتجاوز حدوده وطوره.

3- تكامل العقل والنقل:

يحتاج العقل الى النقل لإدراك حقائق الغيب والتوجيه والإرشاد ويحتاج النقل الى العقل لفهمه وتفسيره وتطبيقه على أرض الواقع.

أنقد وابني موقف:

في تقديس العقل وإهمال النقل إنكار للنقل يعني انكار الغيبيات وبالتالي الوقوع في الالحاد والكفر والضلالة وبتقديس النقل واهمال العقل فإنه جاهل لأنه يحمل في طياته نوع من التعصب والتشدد الديني الذي يؤدي إلى الجمود وعزل الدين عن الواقع فمن الضروري الاعتدال في المواقف فلا إفراط ولا تفريط بين العقل والنقل.