درس الفكر الإصلاحيّ بالبلاد التونسيّة في القرن التاسع عشر – اولى ثانوي

درس الفكر الإصلاحيّ بالبلاد التونسيّة في القرن التاسع عشر

– جذور الحركة الإصلاحيّة بتونس و بوادرها : I

1/ جذور الحركة الإصلاحيّة :

– من العوامل المساعدة على ظهور مبادرات إصلاحيّة في تونس التحديات الأوروبيّة المتمثلة في الحماة الفرنسيّة على مصر و بلاد الشام بقيادة نابليون بونابرت (1798-1801) ،  إنتصاب الإستعمار الفرنسي بالجزائر منذ سنة 1830 و فرض معاهدة تجاريّة على تونس في نفس السنة ، إسترجاع الدولة العثمانيّة لطرابلس سنة 1835…

– التأثّر بالإصلاحات في مصر في عهد محمّد علي باشا الذي قام بإرسال البعثات العلميّة المصريّة إلى فرنسا لتكوين الإطارات و الخبرات إلى جانب إنشاء المدارس العلميّة مثل مدرسة الهندسة … و التأثّر بالإصلاحات في الدولة العثمانيّة في عهد السلطان  عبد المجيد الذي أصدر التنظيمات الخيريّة: خطّ شريف كلخانة 1839 و خطّ همايون 1856.

2/ بوادرها :

إنطلقت بوادر الإصلاح الأولى في عهد أحمد باي( 1837-1855) بمحاولات إصلاحيّة عسكريّة من أبرز مظاهرها تكوين جيش نظاميّ عصريّ على النمط الأوروبيّ منظمّا من قبل ضبّاط فرنسييّن و  تأسيس المدرسة الحربيّة بباردو سنة 1840 لتخريج ضبّاط الجيش الجديد التي تقدّم تعليما عصريّ( العلوم الهندسيّة و الحساب و اللغة الفرنسيّة … و قد إعتمد على خبراء أوروبييّن في إدارتها و إنتدب لها مدّرسون من تونس و من بعض البلدان الأوروبيّة .

– بادر أحمد باي في الجانب الإجتماعيّ بإلغاء الرقّ سنة 1846.

– الحركة الإصلاحيّة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر: II

1/ توّجهاتها :

– أخذت الحركة الإصلاحيّة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر توّجها سياسيا حيث تركّز إهتمام رجال الإصلاح ( أحمد بن أبي الضياف و خير الدين التونسيّ) على تطويرالنظام السياسيّ  للحدّ من الحكم المطلق الذي يعرضه الشرع و العقل و سنّ قوانين تجعل من نظام الحكم نظاما مقيّدا إقتداءا بالتنظيمات الأوروبيّة و الأخذ بأسباب التقذّم.

2/ أهمّ الإنجازات الإصلاحيّة :

* قانون عهد الأمان : هو قانون أعلنه محمّد باي في 9 سبتمبر 1857 تحت ضغط الدول الأوروبيّة ، تضمّن 11 مادّة أقرّت جملة من الحقوق السياسيّة و الإجتماعيّة و الإقتصاديّة تنّص على المساواة و العدالة و الحريّة ……

* دستور 1861 : أعلنه محمّد الصادق باي في 29 جانفي 1861 و قد تضمّن 114 مادّة تشمل أغراضا عديدة مثل الفصل بين السلط و تقييد سلطة الباي و ضمان حقوق الرعيّة و ضمان إستقلال القضاء…

* إصلاحات خير الدين التونسيّ : تنوّعت و مسّت الميادين الإداريّة و القضائيّة و الإقتصاديّة و تعتبر الإصلاحات التربويّة من أهمّ إصلاحات خير الدين التونسيّ و تمثلّت في إعادة تنظيم التعليم بجامع الزيتونة

( تحوير نظام الحضور والإمتحانات ) ، و بعث المدرسة الصادقيّة سنة 1875 و التّي تقدّم تعليما عصريّا على النمط الأوروبيّ في مستوى البرامج و طرق التدريس.