المحور الثاني: تحولات العالم الغربي في القرنين السابع عشر والثامن عشر
الدرس الأول: التحولات الاقتصادية في اوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر: المثال الانجليزي / ثالثة آداب – اقتصاد وتصرف
I- العوامل المساهمة في تحقيق التحولات:
1- التحولات الفكرية والسياسية:
مكنت لائحة اعلان الحقوق الصادرة عن البرلمان الانجليزي سنة 1689 من الحد من سلطات الملك الملطقة واقرار بعض الحريات.
دعى بعض المفكرين مثل آدام سميث إلى تحقيق حرية التجارة ورفع القيود على الحركة الاقتصادية
دعى الفيزيوقراطيون إلى اعتبار الارض المصدر الاساسي للثروة
2- تزايد الطلب والتوسع الاستعماري:
أدى ارتفاع الحجم السكاني في انجلترا وعموما في اوروبا الى تزايد الطللب على السلع
تحولت انجلترا خلال القرن 18 إلى امبراطورية استعمارية شاسعة اذا ضمت اكاديا (كندا) والمستعمرات الثلاث عشر الأمريكية والجاماييك في حوض الكراييب وكالكوتا ومومباي ومدارس في الهند وسيطرت على التجارة المثلثة.
3-هيمنة الانجليز على نظام الاقتصاد العالم:
تميز نظام الاقتصاد العالم ببنيته الهرمية حيث نجد:
دول المركز وهي انجلترا وفرنسا وهولندا التي تحتكر الاقتصاد العالمي بالمواد المصنعة
دول الاطراف: وهي بلدان اوروبا الشرقية والمستعمرات الاوروبية بامريكا وافريقيا والهند وتوفر المواد الفلاحية الاولية والمعادن الثمينة والعبيد.
دول شبه الاطراف وهي اسبانيا والبرتغال واوروبا الوسطى وايطاليا
هيمنت انجلترا على هذا النظام بفضل عوامل عديدة منها نجاحها في تطبيق السياسة الماركانتيلية وبروز فئة من الرأسمالية التجارية التي نجحت في تكوين رأس مال ضخم متأتي أساسا من النشاط التجاري ومكنت الهيمنة العالمية لانجلترا من تدفق المعادن الثمينة عليها وتكوين رصيد هام من الاموال التي استثمرت في القطاعين الفلاحي والصناعي.
II- التحولات الفلاحية:
1- تركز الضيعات الرأس مالية الكبرى:
افتك كبار الملاكين الاثرياء الأراضي من الفلاحين الصغار فهيمنت الضيعات الرأس مالية الشاسعة التي تعتمد على اليد العاملة الاجيرة وعلى اساليب استغلال جديدة فعوض مشهد الريف المغلق مشهد الريف المفتوح.
2- تطور التقنيات وطرق الاستغلال:
تم التخلي عن الدورات الزراعية الثنائية والثلاثية الثائمتين على البور لقلة الاسمدة واعتماد الدورة الزراعية الرباعية التي يتداول فيها الحبوب والزراعات العلفية .
تكثيف تربية الماشية بفضل انتشار الزراعات العلفية
افضت الثروة الحيوانية الى تكثيف الاسمدة العضوية
3- ارتفاع المردود والانتاج:
مكنت التحولات التقنية والهيكلية من ارتفاع المردود والانتاج حيث تحولت الفلاحة الانجليزية من فلاحة معاشية إلى فلاحة رأس مالية تسويقية يجتكرها كبار الملاكين الذي حققوا ارباحا طائلة.
III- بوادر الثورة الصناعية:
1- التحولات التقنية:
اخرتع توماس نيوكهن المضخة البخارية سنة 1705 واخترع الاستكلندي جيسمس واط سنة 1769 محركا بخاريا اقل استهلاكا للفحم وقابل للاستعمال في عديد المجالات.
تمكن ابراهام درابي من استعمال الفحم الحجري كطاقة في صناعة الصلب فعوض بذلك الفحم الخشبي
2- ارتفاع الانتاج الصناعي:
أدى انتشار التقنيات الحديثة الى ارتفاع انتاج الصلب من 25 ألف طن إلى 235 ألف طن من سنة 1720 و1806 كما شهد انتاج الفحم الحجري ارتفاعا بـ 4 مرات بين 1780 و1789.
كما تعددت المصانع بانجلترا التي عوضت الناط الحرفي بالمنازل فشيدت المصانع الكبرى ذات الطوابق والمعتمدة على المحرك البخاري وقد برزت صناعات جديدة.
3- تطور المواصلات:
لتوفير حاجيات الصناعة من مواد أولية وترويج الانتاج وتسهيل حركة السكان تطورت شبكات النقل واستفادت من التطور التقني ويبقى النقل البحري أكبر مستفيد اذ تضخم الاسطول التجاري من 3300 سفينة سنة 1702 إلى 9400 سفينة سنة 1776.