المحور الرابع : الثورة الصناعية وتركيز الاقتصاد الرأسمالي في القرن التاسع عشر
درس الثورة الصناعية ونتائجها *
درس التحولات الاقتصادية والاجتماعية في القرن 19 *
درس التيارات السياسية والفكرية في القرن 19* – تاريخ – ثالثة ثانوي اداب / اقتصاد وتصرف
*كل هذه الدروس تم تجميعها في درس واحد من أجل الافادة
I- الثورة الصناعية: مفهومها وجذورها وخصائصا:
1- مفهوم الثورة الصناعية وجذورها:
أ- مفهوم الثورة الصناعية:
تتمثل الثورة الصناعية في التحول الجذري الذي شهده القرن 19 بالانتقال النهائي من مجتمع ريفي تسيطر عليه الفلاحة والحرف الى مجتمع حضري تحكمه التكنولوجيا ويهيمن عليه النشاط الصناعي
ب- جذور الثورة الصناعية:
تعود جذور الثورة الصناعية إلى حركة تسييج الاراضي والثورة الزراعية التي شهدتها انقلترا في بداية القرن 18 والتي وفرت اليد العاملة للصناعة وفتحت أمامها أسواقا جديدة
تقدم التكنولوجيا وتنظيم العمل الذي عرفته الصناعة الانقليزية والذي انتقل تدريجيا الى باقي دول اوروبا والعالم
تزايد الطلب الداخلي والخارجي للمنتجات الصناعية وارتفاع حجم الصدارات لتلبية حاجة السوق الخارجية
النمو الديمغرافي الذي شهدته أوروبا منذ بداية القرن 18 الذي وفر اليد العاملة الضرورية لنمو القطاع الصناعي.
2- خصائص الثورتين الصناعيتين الاولى والثانية:
الثورة الصناعية الاولى:
بدايتها: 1770 – 1810
البلد الذي انطلقت منه: انقلترا
القطاع الصناعي المهيمن عليه: النسيج / الصلب
الطاقة المهيمنة: الفحم الحجري
وسائل النقل: السكك الحديدية / السفن الشراعية / العربات
تنظيم العمل: العمل المنزلي / الورشات / المعامل
الثورة الصناعية الثانية:
بدايتها: 1890 – 1900
البلد الذي انطلقت منه: الولايات المتحدة / ألمانيا
القطاع الصناعي المهيمن عليه: الفولاذ / الكيمياء الصناعية
الطاقة المهيمنة: الكهرباء / النفط
وسائل النقل: الباخرة / السيارة الطائرة / الترامواي
تنظيم العمل: المصانع الكبرى / التيلرة / توحيد الانماط
II- التحولات الاقتصادية والاجتماعية:
– التحولات الاقتصادية:
أ- مظاهر التطور الاقتصادي :
*تحولات القطاع الفلاحي:
الاستفادة من التقدم التقني من خلال استخدام الالات البخارية في الفلاحة مثل الحاصدة الدارسة والاستفادة من البحوث العلمية التي وفرت البذور الممتازة والسلالات المهجنة والاسمدة والتلاقيح والمبيدات
تطور طرق الاستغلال من خلال الاستغناء عن البور وتكثيف الزراعات العلفية مما وسع المساحات المزروعة ونمى قطاع تربية الماشية
ارتفاع مردود مختلف المنتوجات الفلاحية حيث ارتفع مردود القمح بالمملة المتحدة من 14.9 قنطار في الهكتار سنة 1860 الى 22.9 قنطار في الهكتار سنة 1907.
بروز التخصص الفلاحي على مستوى عالمي مثل تربية الماشية في استراليا والشاي في الصين والتوابل والقهوة والسكر في الهند.
بروز التخصص الاقليمي مثل حزام القمح وحزام القطن.
مظاهر التطور الصناعي:
انتاج متنوع: صناعة التعدين / النسيج / كيمياء/ ميكانيك
نمو نتيجة تزايد الطلب فقد ارتفع انتاج الفولاذ بالعالم من 10 مليون طن سنة 1870 إلى 83 مليون طن سنة 1913
تنظيم العمل الصناعي: من خلال تركز المصانع الكبرى من خلال العدد الكبير من الالات والعمال وتعتمد على توحيد نمط الانتاج والعمل المتسلسل الذي يقوم على تقسيم العمل حيث يقوم العامل بجزء محدد من العمل مما ساهم في ارتفاع الانتاج
التفاوت الصناعي بين الاقطار حيث حافظت المملكة المتحدة حتى 1870 على اسبقيتها الصناعية في العالم حيث بلغت 31.8% من قيمة الانتاج الصناعي العالمي لكنها فقدت تدريجيا هذه الاسبقية في اواخر القرن 19 لحساب الولايات المتحدة الامريكية التي احتكرت 35.8% وألمانيا بـ 14.9% ومن قيمة الانتاج الصناعي العالمي.
* مظاهر النمو التجاري:
التجارة الداخلية: نمو المبادلات الداخلية ويبرز ذلك من خلال تزايد عدد الدكاكين وظهور المغازات الكبرى في المدن التي تمزيت بتنويع معروضاتها وتحديد الاسعار واعتماد الاشهار
نمو المبادلات الخارجية ويبرز ذلك من خلال ارتفاع قيمة المبادلات بشكل ملحوظ حيث مر من 146.7 سنة 1820 إلى 4123.3 سنة 1913 ونمو نسق المبادلات بمعدلات عالية جدا بلغت 270% بين 1850 و1880.
السياسة التجارية المعتمدة: عتماد البلدان المصنعة سياسة التبادل الحر بهدف اكتساح الاواق العالمية لكن نتيجة انخفاض الاسعار والارباح والمنافسة التجارية بينها اعتمدت هذه الدول سياسة حماية تفرض من خلالها قيودا جمركية على الواردات الخارجية.
ب- خصائص النظام الرأس مالي في القرن 19:
*الرأس مالية وتكريس الليبيرالية الاقتصادية:
في القرن 19 تحول القيم الاكبر من الاستثمار الى القطاع الصناعي فتحولت الرأس مالية من رأس مالية تجارية إلى رأس مالية صناعية سيطرت كليا على الاقتصاد
كرست الرأس مالية الصناعية الحرية الاقتصادية المطلقة وحرية المبادرة الفردية وربطت آليات الاقتصاد الراس مالي بقانون العرض والطلب
*الخصائص التنظيمية للنظام الرأس مالي:
ظهور شركات مساهمة أو شركات خفية الاسم
تنامي ظاهرة التركز الصناعي الافقي والعمودي
ظهور الشركات الاحتكارية الكبرى مثل الكارتيل والتروست والهولدينغ
تطور النظام البنكي الذي اصبح يشمل الاقراض وتمويل المشاريع وتنزيم الحركة المالية
*أزمات النظام الرأس مالي:
مر النظام الرأس مالي بتقلبات دورية تصنف الى صنفين:
طور الازدهار من حيث الاستثمار والتشغيل وارتفاع الاسعار والارباح
طور الركود تتقلص في خلاله الاستثمارات والاسعار وتفلس المؤسسات وتنتشر البطالة
2- التحولات السكانية والاجتماعية:
أ- التحولات السكانية:
تزايد سريع في عدد السكان في اوروبا نتيجة ارتفاع النمو الطبيعي
ارتفاع نسبة التحضر وبالتالي تحول المجتمع الاوروبي من مجتمع ريفي الى مجتمع حضري
ب- التحولات الاجتماعية:
انقسام المجتمع الاوروبي الى 3 طبقات اجتماعية
طبقة البورجوازية الصناعية وهي اقلية من المجتمع تسيطر على الثروات
الطبقة المتوسطة وهي فئة متوسطة الدخل تضم الموظفين العموميين وكبار التجار
الطبقة العمالية البروليتاريا وهي فئة تعاني من ضعف الاجور وترد ظروف العمل وتدهور اوضاعها.
III- التيارات السياسية والفكرية في القرن 19:
1- الليبيرالية وحركة القوميات:
أ- الليبيرالية:
ظهرت في انقترا في القرن 18 كنظرية اقتصادية وتحولت الى تيار سياسي بعد نجاح الثورة الفرنسية وهو تيار تحرري يعطي للفرد حرياته وحقوقه المطلقة ويقوم هذا التيار على مجموعة من المبادئ السياسية والاقتصادية أههمها: اقرار الحريات الفردية والمساواة أمام القانون ونظام تمثيلي يقوم على مجالس منتخبة ورفض تدخل الدولة في الاقتصاد ورفع كل القيود أمام المبادرة الفردية ومعارضة منح حق الانتخاب الى الشرائح الشعبية مع منع تكوين النقابات العمالية
ب- حركات القوميات:
تأثرت بمبادئ الثورة الفرنسية خاصة حق الشعوب في تقرير المصير والدولة القومية وبرزت خاصة في النصف الاول من القرن 19 في المانيا وايطاليا
قام اسس الشعور الوطني لدى القوميات على ابراز امجاد الماضي التاريخي للشعوب
سعت هذه القوميات الى تحقيق التقدم الاقتصادي من خلال الغاء الحواجز الجمروكية وتوحيد السوق
2- التيارات الاشتراكية والحركة النقابية:
ظهرت هذه التيارات نتيجة التحولات الاجتماعية في القرن 19 بعد ازدياد وزن الطبقة العاملة وتدهور أوضاعها
أ- الاشتراكية المثالية:
تدعو الى اقامة علاقات تعاون وتوزيع عادل للثروة بين العمال والبورجوازية لتحقيق العدالة الاجتماعية
ب- الاشتراكية الماركسية:
تدعو الاى قيام دولة العمال التي ستحرر العمال من استغلال البورجوازية وتؤمم وسائل الانتاج والتوزيع
ت- الاشتراكية الفوضوية:
ترفض النظام الرأس مالي وترفض كل سلطة حتى وان كانت سلطة العمال
ث- النقابات:
هدفها الدفاع عن مصالح العمال المادية والمعنوية
ونفرق بين العمل النقابي الثوري الذي يسعى الى الاطاحة بالنظام الرأس مالي في فرنسا مثلا والنقابات الاصلاحية التي تنبذ العنف وتسعى إلى تحسين وضع العمال في انقلترا مثلا.