الدرس: الثورة الفرنسية وانتصار المبادئ الجديدة – ثالثة ثانوي / آداب – اقتصاد وتصرف
I- أسباب اندلاع الثورة الفرنسية:
1 الأسباب العميقة:
أ- الأسباب السياسية والادارية:
تواصل الحكم الملكي المطلق القائم على الحق الالاهي المقدس للملوك من لويس 14 إلى لويس 16
الفوضى الإدارية وعدم اكتمال وحدة المملكة ويظهر ذلك من خلال اختلاف القوانين وتنوع الضرائب بين الاقاليم الفرنسية
ب- احتداد التناقضات الاجتماعية:
المجتمع الفرنسي هو مجتمع تراتبي مبني على اللامساوات ويتكون من فئة المحظوظين التي تتكون من النبلاء ورجال الدين ويمثلون 2% من المجتمع الفرنسي وتتمتع بامتيازات جبائية عديدة وتستاثر بأهم الوظائف.
أغلبية من غير المحظوظين أي الهيئة الثالثة والتي تتركب من الفلاحين والعمال والحرفيين وضمنها البورجوازية التي أثرت من الصناعة والتجارة وتتحمل هذه الهيئة كل أعباء الدولة والمجتمع من خلال دفع الضرائب والانتاج وبحث البورجوازية عن مكانة تتناسب مع دورها الاقتصادي وهي منفتحة على أفكار التنوير
ج- الاسباب الاقتصادية:
تزايد الطلب على المواد الغذائية والصناعية نتيجة ارتفاع عدد السكان كما شهدت الحركة التجارية نموا هاما وكذلك الحركة الصناعية حيث نما انتاج الصلب بـ 72% بين 1738 و1789.
د- الأسباب الفكرية:
انتشار فكر التنوير خاصة في صفوف البرجوازية والتأثر بالنظام الملكي البرلماني الانجليزي والتأثر بالثورة الأمريكية.
2- الأسباب المباشرة:
أ- الأزمة الاقتصادية والاجتماعية:
أدى تعاقب مواسم فلاحية رديئة خاصة بين سنتي 1787 و1788 مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع الانتاج الصناعي نتيجة تقلص طلب الفلاحين على المصنوعات والمنافسة الانجليزية
ب- الأزمة المالية:
عجز الميزانية الفرنسية نتيجة ارتفاع نفقات الدولة وسوء توزيع الضرائب مما سبب في أزمة مالية حادة سنة 1788
حاول لويس 16 ملك فرنسيا اجراء بعض الاصلاحات لتجاوز الازمة الاقتصادية والمالية وذلك عن طريق تعيين بعض الوزراء الذي طالبوا بالغاء امتيازات النبلاء بخصوص دفع الضرائب إلا أن الأرسطقراطيون نددوا بهذه الاصلاحات التي تحد من امتيازاتها.
ج- الازمة السياسية:
طالبت الارسطقراطية بانعقاد مجلس هيئات العامة يجتمع فيه ممثلين عن الطبقات الثلاثة وذلك يوم 5 ماي 1789 ومنه انطلقت الثورة الفرنسية نتيجة تباين المطالب بين النبلاء والهيئة الثالثة التي تزعمتها البرجوازية
وأمام هذا الاختلاف أعلن ممثلوا الهيئة الثالثة ومن تحالف معهم من النبلاء ورجال الدين أنهم جمعية وطنية ثم تحولت هذه الجمعية إلى جمعية تاسيسية وذلك يوم 20 جوان 1789 مهمتها اعداد الدستور وادى ذلك إلى اندلاع الثورة باستيلاء الجماهير الشعبية على سجن الباستيل يوم 14 جويلية 1789.
II انتصار المبادئ الجديدة:
1- اعلان حقوق الانسان والمواطن في 26 أوت 1789.
صدر اعلان حقوق الانسان والمواطن عن الجمعية التأسيسية في 26 أوت 1789 ومثل تحولا جذريا في علاقة الفرد بالدولة فبعد أن كان يخضع لواجبات فقط أصبحت له حقوق تضمنها له الدولة وتكرس هذه المبادئ عامة مفهوم المواطنة التي تقوم أساسا على المساوات أمام الحقوق والواجبات واقر هذا الاعلان مجموعة من المبادئ منها:
*الحرية: الحريات الفردية – حرية الرأي والتعبير والمعتقد
*المساوات: أمام القانون والضرائب والوظائف
*سيادة الشعب: أي أن السلطة لا تستمد شرعيتها إلا من الشعب عن طريق الانتخاب والمشاركة في صياغة القوانين
*حق الملكية: اقرار الملكية الفردية.
2- دستور 1791:
اقر دستور 1791 جملة من المبادئ أهمها سيادة الشعب واقرار حق الانتخاب والفصل بين السلط
3- عقلنة المؤسسات وتوحيدها:
*اجتماعيا: الغاء النظام الاقطاعي والامتيازات المرتبطة به
*جبائيا: الغاء الضرائب القديمة واقرار المساوات بين المواطنين في الضرائب
*اقتصاديا: توحيد السوق الداخلية بالغاء الحواجز الجمروكية والجبائية وتوحيد الموازين وتحرير الاقتصاد
*دينيا: مصادرة أملاك الكنيسة وتحويل رجال الدين الى موظفين تابعين للدولة
*اداريا: تقسيم البلاد تقسيما جديدا موحدا ومتجانسا ومتراتبا.
4- حدود تطبيق هذه المبادئ:
عرف تطبيق هذه المبادئ الجديدة بعض الانتكاسات أثناء الثورة
ابعاد الجماهير الشعبية عن المشاركة في الحياة السياسية اذ اقتصر حق الانتخاب وحق الترشح على دافع مقدار معين من الضرائب
حرمان العمال من حقهم في تكوين نقابات ومن حقهم في الاضراب
حرمان المرأة من حقوقها السياسية
تعهدت حكومة المؤتمر الوطني عند دخولها في حرب ضد ملوك النمسا وبولونيا في 1792 بتطبيق المبادئ الثورية وأن الجيوش التي ستأتي الى الشعوب المحتلة سيأتون بالسلم والاعانة والايخاء والحرية والمساوات لكن الحروب الدفاعية التي خاضتها الثورة الفرنسية لحماية نفسها من الثورة المضادة انقلبت شيئا فشيئا إلى حروب غزو واستغلال واجهتها الشعوب المضطهدت من فرنسا بالمقاومة.