تقديم وحجج لمحور الفن – تاسعة أساسي

تقديم وحجج لمحور الفن – تاسعة أساسي 

الموسيقى :  » إنّها أداتي المفضّلة لأتحرّر من بركان أحاسيسي فتفجّر ما في باطني من انفعالات , فهي تعبّر عن ذاتي, تنسيني همومي, تصوّر لي عالما جميلا رحبا, تجعلني في حالة انطلاق قصوى, تشعرني بأنّي كائن حرّ, كائن مليء بالأحاسيس والمشاعر النّابضة حياة وقوّة وإقبالا على الحياة. « 

الرّسم:  » هو وسيلتي لأبرز طاقاتي الكامنة, وهو أداتي لأعبّر عن مشاعري, أرسم عالمي الفسيح فأنطلق فيه دون قيود, فعندما أمسك الفرشاة فكأنّني امتلكت العالم وأمسكت بزمام الكون فوجّهته حسب إرادتي. فالألوان هي ألوان ذاتي والأشكال هي تموّجات روحي والأجسام هي معاني بعيدة المنال, أرمي من ورائها لمخاطبة النّفوس المرهفة الطّامحة لتحقيق المثل العليا في هذا الوجود القاتم. » 

الشّعر:  » هو بلسم للنفوس الحزينة. هو شفاء للقلوب المرهفة حبّا وألما ومعاناة. الشّعر هو فنّ من فنون الأدب  » مأساة أو لا يكون  » فمثلما يعبّر عن ذاتي فهو يعبّر عن ذاتك وهو يعبّر عن هموم المجتمع, عن قضاياه, عن الواقع, وعن آلامه وآماله ومستقبله, مشيرا إلى الدّاء محاولا البحث عن الدّواء النّاجع لإصلاح ما تهرّأ من قيم مبتذلة بأخرى نبيلة مقدّسة. هو عالم الجمال الرّحب, وهو عالم الفضيلة, العالم المنشود)​

المسرح:  » هو فنّ الفرجة المتكاملة, فهو يتغذّى بالأدب, ويتجلّى أشكالا تعبيريّة هي الّلغة أدبا والحركة رقصا والموسيقى نغما, والرّسوم ديكورا وأشكالا , وهي الكائن الحيّ الممثّل فوق مسرح الحياة يمارس الفنّ, الحياة مباشرة فيكون التّأثير المباشر عاطفة وفكرا. فالمسرح يشبع رغباتي الوجدانيّة ورغباتي الفكريّة. » 

الغناء:  » لحظة الإنصات والاستغراق في الأغنية هي لحظة مقتطعة من الزّمن, لأنّ الغناء الملتزم, الغناء الرّاقي هو ما يلامس ذاتي , ويخاطب فكري فيترك بصما ته العنيفة في الأعماق. يزلزل كلّ ذرّة في كياني. فلحظة النشوة القصوى هي لحظة التّماهي مع ذات المغنّي, فإذا به أنا أعبّر عن وجداني واضطرا بات نفسي. » 

السينما: هي أمّ الفنون وأكثرها تأثيرا في العامّة والخاصّة. فأن أشاهد شريطا يعني أن أتعلّم كيف أحيا, كيف أدرك مساوئ الواقع , فهي الّتي ترفع النّقاب عن قضايانا وأنا أحبّذ الأقلام الواقعيّة الّتي لا تبعدني عن الواقع ولا تزيّف الحقائق , بل تعلّمني أن أدرك أخطاءه ومواقع الخلل فيه وتدعوني ضمنا لضرورة البحث عن واقع أسعد, أفضل, فالممثّل في الشّريط هو أنا وأنت والقضايا المطروحة هي قضايا واقعنا المعيشي. » 

الفنّ:  » إنّ الفنّ يغرس في الإنسان حبّ الوطنيّة. ويجذر فيه قيما نبيلة من خلال ما يعرضه على المشاهد من أفلام ومسلسلات تاريخيّة أو عن قصص الأنبياء. فهي كفيلة بجعل الإنسان يفخر بماضيه ويعتزّ، إذ تغرسه في تربته الحضاريّة وتحميه من الاستلاب الثّقافيّ.

والفنّ هو مجال الحريّة الفرديّة فمن خلاله يشعر الإنسان باستقلاله فكرا وقولا وعملا فيكون الخلق والإبداع.

والفنّ مهمّ في المجتمع إذ لا نبالغ إن قلنا إنّ الفنّ هو منبع كلّ حضارة فإذا أردت معرفة مدى عظمة مجتمع فانظر إلى فنّه. فالإهرامات مثلا تبرز مدى ذكاء المصريّين وقدرتهم على الإبداع الفنّي… وإذا أردت أن تدرك مدى تطوّر مجتمع ما فاحص دور السينما والمسارح فعددها يبرز مدى أهميّة الفنّ ومدى مساهمته في تطوّرهم.

فلوحة راقصة مثلا من شأنها أن تبرز عادات شعب ما وأفكاره وتقاليده…

والفنّ رسالة يتوجّه بها الفنان إلى المجتمع من خلال عرضه لقضايا اجتماعيّة مثل التفكّك الأسريّ والصّراع بين الأجيال والانحراف… فالفنّ كما قال « كوكتو »:  » الفنّ في شعب ثائر هو ثورته « … وهو صرخة في وجه الاستعمار أوالميز العنصريّ فيدفع الشّعوب إلى المقاومة ومحاولة التّجاوز مثل موسيقى الزّنج بأمريكا وشعر المقاومة الفلسطينيّة. وكما يقول  » مالوي »:  » قوّة الفنّ تكمن في دفعنا إلى تحطيم لا يمكن تحطيمه « 

الفنّ: « …إنّ الفنّ, يا أصدقائي, يبقى المحرّك الرّوحانيّ الأوّل في حياتنا, فهو يوفّر لنا الرّاحة النّفسيّة وينسينا همومنا ويسلّينا فنقبل على العمل بأكثر حيويّة فنرقى بأنفسنا ومن ثمّة بمجتمعاتنا. فلا رقيّ دون فنّ ولا حياة دون فنّ. فبئس حياة يعيشها الفرد لا مكان فيها للفنّ. ونعم الحياة حياة شعوب علا فيها الفنّ وأشعّ. فالفنّ يبقى أداة بها نعيش وبها نرتقي. وشعب دون فنّ كجسد دون روح. فالفنّ إذن, يا أصدقائي, كالعين الجارية إذا كثرت مياهها كثر الخير وإذا قلّت مات الزّرع وحلّ الشرّ. » 

السؤال موجه نيابة عنكم وليس لكم.. فأنا متأكدة بأن منيقرأ هذا المقال مؤمن أساسا بأهمية الفن، ولكن قد يكون في حيرة كبيرة بعض الأحيانأمام الآخرين لإيصال هذا المضمون لهم، فهو يعي دور الفن الذي ربما يكون ماثلاوواضحا في شخصه وتجربته وما أحدثه هذا المجال من تغيير في سلوكياته أو أسلوبالتفكير لديه، ولكن لا يستطيع التعبير عن ذلك بالكلمات لشرح وجهة نظرة.

نعم، مرة أخرى ما أهمية الفن؟ هل هو فقط للترفيه؟ أم مضيعة للوقت؟ أم نستخدمه لتزيينالمكان؟

الجواب طبعا أنه أهم من ذلك بكثير وتوجد محاور عديدة لتمثيل تلكالأهمية منها مثلا الفن الإسلامي.. فماذا بقي من الحضارة الإسلامية في الأندلس؟ ماالشواهد الدالة على عظمة الإسلام هناك؟ (من وجهة نظر غربية) أليست فنونه التي احتلتحقبة زمنية ومكانية كبيرة لا زالت قيد الدراسة في معظم الجامعات الغربية، ولا أدلعلى ذلك من الدخول على موقع الكتروني لكلية أو جامعة تدرس تاريخ الفن وتذوقه لتجدالفن الإسلامي يتربع على أحد أهم أقسامها أو ميادينها.

هذا من ناحية، ولكنمن ناحية أخرى نجد أن الفن أصبح وسيلة تربوية لتنمية التفكير الإبداعي، ويستخدمكوسيلة لا كغاية، أي أن ممارسة الفنون وعلى الأخص لدى الأطفال (وحتى الكبار) أصبحأحد وسائل تنمية مهارات مختلفة نظرا لتنوع الحواس التي يستخدمها وأسلوبه في الجمعبين وظائف الدماغ الأيمن والأيسر، وقد حظي أبنائي بفرصة حضور إحدى الدورات التيأقيمت للأطفال في هذا المجال على يد المبدعة إيمان الجبرين وذلك في معهد المهاراتوالفنون، خرج بعدها ابني وهو يحاول أن يحدثني من خلال أذني اليسار لأنه تعلم أن ذلكيقنعني أكثر، وخرجت ابنتي وهي تتحدث عن عظمة محمد السليم وآفاقيته المستمدة من خطالأفق.

وقد شهدت بنفسي تجارب مماثلة في أمريكا في أحد الفصول الدراسيةالمخصصة للموهوبين حيث حضرت حصة لمادة التاريخ للصف الرابع الابتدائي، يقوم العملفيها على عمل فني عبارة عن صندوق يتحدث عن حقبة زمنية معينة، وعلى الطلاب استخداممصادر في الانترنت لجلب المعلومات والصور مع رسم البعض منها وإخراجها جميعا في عملفني هو المتطلب الوحيد لهذا الدرس.

كانت فكرة مبهرة بالنسبة لي، فبينماالأطفال يمرحون في عمل فني إذا هم يتعلمون عن حضارات مختلفة بأسلوب مشوق وبدون واجبإلزامي عبارة عن ثلاثة أسئلة أجوبتها في الكتاب!

أهمية الموسيقى في حياتنا :

أولا تحية قلبية روحانية مليئة بالموسيقى إلى كل من يقرأ هذا الموضوع …

إنني أتكلم عن أهمية الموسيقى في حياتنا لان البعض منا لا يعرفون إلى الآن ما هو التأثير الذي تحدثه الموسيقى داخل أنفسنا وما هي فائدتها في حياتنا ……

أولا قد تستغربون إذا قلت لكم إن للإنسان فمان الفم الأول هو الذي نأكل منه الطعام والفم الثاني هو الأذنين التين نأكل منهم الموسيقى فالأذن فم الموسيقى ومعدتها الروح .. ولهذا الطعام تأثيره الخارق على قلوبنا وعلى أنفسنا فالموسيقى تنشط وتريح وتنظم دقات القلب والموسيقى تجرد الإنسان من كل شيء سيئ وخصوصاً القسوة و الخداع و الحقد و تزرع فيه الحنان و الحب والسعادة و أهم شيء طيبة القلب و تجعله إنسان بكل معنى الكلمة في زمن امتلئ بالوحوش فكل من يسمع الموسيقى هو نبع من الحب و الإخلاص و الحنان و الموسقين أي آبائنا الذين أذابوا روحهم من أجل الموسيقى هم وبكل فخر الحياة لانهم هم من جعلوا لها طعمها الحقيقي …وكما قال أحد الفلاسفة الألمانيين و ما أصدق نيته في قوله ( لولا الموسيقى لكانت الحياة خطاء ) و للموسيقى أنواع ولكل واحدة طعم منها الصاخب و هي منشطة للجسم ومنها الهادئة وهي مهدئة للجسم ومرخية للأعصاب وقاتلة للقلق ومنها الهادئة الحزينة التي تلمس الوجدان وتحاكي الروح تنسيها عذابها حين تمسجها وتواسيها في محنها الصعبة وهي ضماد نضعه على جراحنا …

فإذاً الموسيقى ضرورة حتمية في حياتنا و لا بد منها فهي لغة الشعور و لغة العالم وغذاء الروح 

أما بالنسبة للموسيقى في نظري فلقد علمتني الكثير من خلال إدماني على سماعها و أقول لكم بعض ما قلته عن الموسيقى:

** القلب مصنع الحب والموسيقى مصنع الكلمات فيه …………

** الحياة موسيقى ألحانها البشر …………

** عندما نستمع للموسيقى تنساب إلى داخل أنفسنا هناك حيث كهوف روحنا تشعل تلك الشموع المتصافة التي دفعنا حياتنا من أجلها و هدرنا أيامنا تشعلها بعد أن أطفئها الحقد واستحلها الخداع لتنير دروب حياتنا المتبقية بالحب والحنان فالموسيقى هي الحياة

 » إنّ السّينما سواء رغبنا أم كرهنا هي القوّة الّتي تصوغ أكثر من أيّة قوّة أخرى الآراء والأذواق والزيّ والسّلوك، بل المظهر المدنيّ لجمهور يضمّ أكثر من ستّين في المائة من سكّان الأرض ». وهذا قول صحيح في جملته وتفصيله. وهو سبب من الأسباب الّتي ترجع إليها الفروق الشّاسعة بين الآباء ولأبناء. ذلك أنّ لشّباب أميل بطبيعته إلى السّينما من الشّيوخ. وأكثر تقبّلا لما تدعو إليه السّينما من تجديد في كلّ نواحي الحياة. وهذا فضلا عمّا للسّينما من المقدرة العظيمة على التّعبير عن العواطف والمشاعر والأفكار والآراء والتّجارب الإنسانيّة على اختلافها. ومعنى ذلك أنّ السّينما لم تصبح كما كانت من قبلُ مجرّد أداة لتسلية الجمهور، ولكن غدت وسيلة إعلاميّة من أقوى وسائل العصر الحديث. وصدق من قال إنّ السّينما فنّ وعلم وصناعة في وقت معا. فهي علم قائم على آلات التّصوير الّتي تمخّض عنها الفكر الحديث وتقدّمت بخطى واسعة في باب الاختراع بحيث أصبحت بها السّينما ناطقة بعد أن كانت صامتة. والسّينما علم لأنّها أصبحت تبنى على أصول علميّة يجب أن يتعلّمها القائمون على هذا الجهاز الكبير من أجهزة الإعلام.

والسّينما فنّ لأنّها تقوم على دراسة الإضاءة وهندسة الصّوت، وتعتمد في كلّ ذلك على عدد كبير من الآلات الدّقيقة.

وقد أصبح الهدف الأوّل للسّينما في الوقت الحاضر هو الثّقافة وخدمة المجتمع. ولكنّ السّينما كالصّحف أصيبت بشيء من الانحراف وأصبحت هدفا للاستغلال الّذي قام به أصحاب رؤوس الأموال. ومالت السّينما إلى إرضاء المشاهدين كما تميل الصّحف الصّفراء إلى مثل ذلك. ولهذا السّبب اهتمّ العلماء برسالة الفنّ السّينمائيّ، وكتبوا الكثير من البحوث الّتي دعوا فيها إلى تمسّك السّينما بأهدافها الثّقافيّة والإعلاميّة. ومنذ ذلك الوقت وجدنا الحكومات في جميع أنحاء العالم تعنى بمراقبة السّينما عنايتها بمراقبة الصّحف سواء بسواء.

وممّا لاشكّ فيه أنّ السّينما مسؤولة في أكثر بلاد العالم المتحضّر عن انحراف الأطفال وسوء سلوك الشّباب. وكلّ ذلك برغم ما أجري من التّجارب الكثيرة التّي أثبت بعضها صدق هذه الحقيقة بالأرقام. وأنكرتها بحوث أخرى بحجّة أنّ الانحراف في الأطفال وفي الشّباب لم يخرج عن كونه استعدادا طبيعيّا فيهم. ثمّ أتت السّينما فكشفت عن هذا الاستعداد وحاولت تغذيته وإنماءه بشكل من الأشكال. وممّا لا شكّ فيه أيضا أنّ كثرة ارتياد الشبّان والأطفال لدور السّينما له تأثير عميق في آرائهم وأفكارهم.

ومهما يكن من شيء فإنّ النّاس ينظرون إلى السّينما في أغلب الحالات على أنّها وسيلة من وسائل التّسلية والتّرفيه. غير أنّ من هذه الوسائل التّرفيهيّة ما يرتفع بالمرء إلى درجة عالية من درجات التأثّر الايجابيّ والانفعال بمعاني الشّرف والنّبل والشّهامة، ويشعر الإنسان بإنسانيّته كاملة أو قريبة من الكمال. ومن هذه الوسائل التّرفيهيّة ما يهبط بالمرء إلى أدنى درجات التّأثّر السّلبيّ والانفعال بالمعاني الدّنيئة، وإشباع الغرائز الخسيسة، والنّزول بإنسانيّة الفرد إلى أحطّ الدّرجات.

لذلك أصبح الفلم الثّقافيّ موضع اهتمام الحكومات الحديثة كما قدّمنا. وذلك منذ أن شعرت السّلطات المسؤولة في العالم المتحضّر بضرورة إرشاد الجماهير عن طريق السّينما، فشجّعت على إنتاج هذا النّوع من الأفلام، ووصلت الجمهور بآخر أنباء العالم ومخترعاته، وقصّت عليه قصّة الحضارة الحديثة وما أحرزته من انتصارات كثيرة. وجعلت ذلك كلّه جزءا هامّا من الأفلام المسلّية أو الأفلام الإخباريّة أو الأفلام التّاريخيّة ونحو ذلك.​