درس المبادئ الأساسية الكبرى – ثالثة ثانوي
I- مقومات الحياة السياسية في الاسلام:
إن التشريع السياسي في الاسلام يتميز بالمرونة ففيه قواعد ثابتة لا تتغير كالعدل والحرية والمساواة وفيه أمور تتغير بتغير الزمن ويبقى الإجتهاد فيها رهين الرجوع إلى أولي العلم والرأي والقانون والدستور والفقه والدين.
إن الغرض من السياسة هو تحقيق الاصلاح وإبعاد الفساد فق أرسل الله تعالى موسى إلى فرعون. قال تعالى: » إذهب إلى فرعون إنه طغى ».
لا تستقيم الحياة السياسية ولا تستقر إلا بمقومات أساسية.
أ- الحرية:
الحرية هي المقوم الأساسي للحياة السياسية والذاتية للانسان فهو يولد حرا ولا سيد له إلا الله تعالى. فالانسان يعيش حرا ويموت حرا. قال عمر إبن الخطاب: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
الحرية تساعد على تحقيق السعادة والتطور والابداع
الحرية تشمل العديد من المجالات منها السياسية والفكرية والدينية
قال تعالى: » لا اكراه في الدين »
قال تعالى: » لست عليهم بمسيطر »
الحرية الفكرية: هي حرية التفكير والرأي والإبداع والعطاء والتعامل مع الآخر
الحرية السياسية: حرية الرأي والنقد البناء – المشاركة في الانتخابات والاستفتاء
الحرية تقف عند بداية حرية الآخر
ب- المساواة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلّا بالتقوى أو العمل الصالح ».
لقد سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القضاء على عدة مظاهر من الحياة الجاهلية ‘التغني بالأنساب والنسب ..)
القرآن يذكرنا بوحدة الأصل: » قال تعالى: » يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا » – النساء 1
بتحقق المساواة تجنب المجتمع الظلم والعقد ووالفتنة.
مقياس التفاضل بين الناس هو التقوى والعمل الصالح وحسن الاستخلاف في الأرض.
قال تعالى: »أَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى » سورة النجم 39/41
معايير التفاضل:
الكسبية: الإيمان – العلم – حسن الخلق – العمل الصالح – الاستخلاف في الارض
أثرها في المجتمع: التواصل / التحابب / التوزان
الغير كسبية: الخلفة – الجنس – الفطرة – الزمان – اللون – النسب
أثرها في المجتمع: التخلص من العقد والرضا بقدر الله تعالى والتوازن في الحياة والشخصية
ت- الشورى:
الشورى تحافظ على التوازن الإجتماعي وتقيه من الاضطرابات.
إن الانفراد بالسلط يؤدي إلى الظلم والاستبداد والتغول وغياب المساواة.
قال تعالى: »وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ » الشورى 38
ث- العدالة:
هي ركن أساسي لتسيير الحكم في البلاد بتحقيق العدالة نقضي على الظلم والعدوان.
العدالة تقلص من الفتن وتحقق التواصل بين أبناء المجتمع.
تحقيق العدالة أمانة خاصة بالنسبة للحاكم فهو مسؤول على بلده.
تحقيق العدالة يرفع من منزلة الإنسان
قال تعالى: »إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ » سورة النحل 90
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ » سورة المائدة 8
II مرونة التشريع السياسي في الإسلام:
نص الإسلام على المبادئ العامة للحريات السياسية وترك الخوض في الجزئيات لأصحاب المسؤوليات ولأولي العلم والرأي والقانون في كل زمان وفي كل مكان. فالاجتهاد مطلوب في كل عصر لكن يجب الحفاظ على الحرية والعدالة والمساواة والشورى فهي مقومات أساسية لا تتغير.