تمهيد لشعر الغزل – السنة الأولى ثانوي – عربية

تمهيد لشعر الغزل – السنة الأولى ثانوي – عربية

1- تعريفُ شعرِ الغَزل:

هو شعرُ الحبّ الّذي يكتبه عادةً الشّعراءُ الرّجالُ لِيتغنّوْا بجمال الحبيباتِ ولِيَكشفُوا مشاعرَ التّعلّقِ بهنّ والشّوقِ إليهنّ والعذابِ من أجلهنّ…

اِكتملتْ نشأةُ شعرِ الغزل في القرن الأوّل للهجرة [ق1هـ] الموافقِ للقرن السّابع للميلاد [ق7م] في إقليم « الحجاز » الّذي يمتدُّ على طولِ غَرْبِ الجزيرة العربيّة، ويحدُّه المحيطُ الهنديُّ جنوبا والبحرُ الأبيضُ المتوسّطُ شمالاً والبحرُ الأحمرُ غربا. (الخريطة، الكتاب المدرسيّ « آفاقٌ أدبيّة »، ص 15).

عُرف الحجازُ منذ الجاهليّة بالمدنِ الكبيرةِ الآهلةِ الكثيرةِ النّشاط اقتصاديّا وأدبيّا. منها: يَثرِب (المدينة المنوّرة)، مكّة، الطّائف، جدّة، صنعاء…

2- نوعا الشّعرِ الغزليّ:

يُقسَّم الغزلُ عادةً نوعيْن:

١- الغَزَلُ: البَدَوِيُّ = العُذْرِيُّ = العَفِيفُ:

يُنعتُ هذا الغزَلُ بكونه « بَدَويّا » لأنّه نشأ في بَاديةِ الحجاز الّتي تَسكنها القبائلُ الرّعويّةُ المرتحلةُ أو القبائلُ المستقرّةُ في القُرَى الصّغيرة. ويُنعَت بكونه « عُذْرِيّا » نسبةً إلى قبيلة « بني عُذْرَةَ » الّتي إليها عُرِفتْ بكثرة العشّاق الّذين اشتدّ بهم الوجدُ والشّوقُ والحرمانُ حدَّ الجنونِ أو المرضِ أو الموت. ويُنعَت بكونه « عَفِيفا » لأنّ المتغزِّلَ يلتزمُ العِفّةَ في وصْف الحبيبة ويحرص على كتمانِ علاقة الحبّ ويتستّرُ غالبا على مشاعره. ثمّ إنّه لا يُحِبّ إلاّ امرأةً وحيدةً طولَ حياته، ولا يَذكر سواها في جميعِ نصوصه الغزليّة.

زعيمُ الغَزِلِين العُذريّين هو: « جَمِيلٌ بنُ مَعْمَرٍ ».

٢- الغزلُ: الحضريُّ = الإِبَاحِيُّ:

يُنعَت هذا الغزلُ بكونه « حَضَريّا » لأنّه نشأ في أكبرِ مُدن الحجاز وأكثرِها ثراءً [المدنُ = المناطق الحضريّة]. وهي مُدنٌ استقرّ أهلُها فيها منذ قرون، وتميّزتْ بانفتاحٍ اجتماعيّ على باقي الأمَم (الفُرس، الرّوم…) بفضل الفتوحات الإسلاميّة والتّبادل التّجاريّ. ويُنعَتُ بكونه « إبَاحِيّا » لأنّه اتّسمَ بالجرأة في وصْف محاسنِ الحبيبات وفي سرْدِ فصول المغامرات العاطفيّة. ثمّ إنّ الغَزِلَ مُعَدِّدٌ لا يلتزم بحبيبة واحدة، إنّما تتنوّعُ النّساءُ لديْهِ على قدْر تَنوُّعِ أشعاره تقريبا.

زعيمُ الغَزِلِينَ الإباحيّين هو: « عُمَرُ بنُ أبِي رَبِيعَةَ ».