المجال الفلاحي بالبلاد التونسية – جغرافيا – الثالثة آداب واقتصاد وتصرف
أطراف عديدة تتدخل في تنظيم المجال الفلاحي التونسي:
تتدخل أطراف عديدة في المجال الفلاحي وتؤثر فيه من خلال تهيئته واستغلاله وتملكه وهي:
الدولة وهياكلها:
تعتبر الدولة أبرز متدخل في المجال الفلاحي من خلال مختلف السياسات التنموية التي طبقتها على المجال الفلاحي وذلك عن طريق هياكلها المختصة ومن أبرزها:
وزارة الفلاحة وهي الطرف العمومي الرئيسي المتدخل في المجال الفلاحي والمخطط للساسات التنموية.
المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ومهمتها تنفيذ سياسة الوزارة على المستوى الجهوي (الإرشاد – التخطيط – المحافظة على المياه والتربة)
الدواوين الوطنية المختصة مثل ديوان الحبوب وديوان الزيت ومهمتها تأطير الفلاحين والنهوض بقطاعاتهم تقنيا وماديا.
وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية وهي مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية تعمل على تطوير الاستثمار الخاص وتعصير الإنتاج وعلى استقطاب الاستثمار الأجنبي وتنمية الشراكة بين الباعثين التونسيين ونظرائهم الأجانب.
تدعم دور الأطراف الخاصة:
تراجع دور الدولة تدريجيا لفائدة الأطراف الخاصة والهياكل الغير عمومية بعد اعتماد برنامج الإصلاح الهيكلي الفلاحي سنة 1986 ومن ذلك:
بعث تعاضديات الخدمات التي تساهم في تنمية الزراعات والمنتجات الحيوانية.
شركات الإحياء والتنمية الفلاحية وهي شركات خفية الاسم (بنوك تونسية وأجنبية وشركات تمويل وأفراد) تنشط في القطاع الفلاحي وتستثمر وتستغل الأراضي الفلاحية التابعة للدولة.
تأسيس 3 غرف فلاحية للشمال والوسط والجنوب سنة 1988 .
التفويت في عملية تجميع وتسويق المنتجات الفلاحية للخواص بهدف تدعيم الاستثمار الخاص والبحث عن أسواق جديدة (تصدير الزيت مثلا).
خصائص المجال الفلاحي التونسي:
تخصص إقليمي واضح:
تبرز خريطة المجال الفلاحي للبلاد التونسية تخصصا إقليميا واضحا من أهم تجلياته:
تركز زراعة الحبوب والبقوليات في الشمال الذي يحتكر 2/3 المساحة الزراعية المخصصة للحبوب و 95 ℅ للمساحة المخصصة للبقوليات في البلاد.
هيمنة الزراعات البعلية وخاصة الأشجار المثمرة (الزيتون أساسا) على المشهد الفلاحي لإقليم الوسط حيث يحتكر الإقليم 2/3 المساحة المخصصة لهذه الزراعات في البلاد بالإضافة إلى أهمية قطاع تربية الماشية في الإقليم.
هيمنة قطاع التمور في الجنوب.
يعود هذا التخصص الإقليمي في المجال الفلاحي التونسي لاختلاف الظروف الطبيعية بين الأقاليم بالإضافة إلى عوامل تاريخية .
مجال فلاحي يشهد عدة تحولات:
يشهد المجال الفلاحي التونسي عدّة تحولات تتمثل في:
انتشار الغراسات والزراعات السقوية في كامل الأقاليم بعد أن كانت تقتصر على الشمال والوسط الشرقي.
تحول الهياكل العقارية حيث شهدت تعاظما لظاهرة التفتت في المستغلات الفلاحية.
تقدم المساحات المخصصة للأشجار المثمرة خاصة بولايتي القصرين وسليانة.
ظهور أحواض لبنية جديدة أهمها حوض الوطن القبلي وظهير المهدية وصفاقس.
خصائص الإنتاج الفلاحي التونسي:
إنتاج فلاحي متنوع:
يتميز الإنتاج الفلاحي التونسي بتنوعه ويمكن تصنيفه إلى:
إنتاج فلاحي نباتي:
يمثل 63 ℅ من القيمة الجملية للانتاج الفلاحي سنة 2004 وتتمثل أهم المنتوجات في الحبوب والأشجار المثمرة (زياتين كروم تمور قوارص…) بالإضافة إلى الخضراوات والأعلاف.
إنتاج فلاحي حيواني:
يمثل 37 ℅ من قيمة المنتوج الفلاحي ويتمثل خاصة في إنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض والحليب والعسل…
إنتاج فلاحي في نمو:
يساهم القطاع الفلاحي بـ 9.9 ℅ من الناتج الداخلي الخام سنة 2008 وقد عرف الإنتاج الفلاحي بالبلاد التونسية نموا في عدة منتوجات رغم التراجع التي تشهده في بعض السنوات حيث:
تضاعف إنتاج الحبوب مرتين بين 1998 و 2008 إذ بلغ الإنتاج 3.5 مليون طن سنة 2008 .
تضاعف إنتاج زيت الزيتون خلال نفس الفترة بحوالي 9 مرات خلال نفس الفترة حيث بلغ الإنتاج سنة 2008 قرابة 900 ألف طن.
عرف إنتاج الحليب واللحوم بدوره نموا هاما خلال نفس الفترة.
يعود هذا الارتفاع إلى تعصير القطاع الفلاحي وتحسن المردود نتيجة الاستعمال المتزايد للبذور والمشاتل الممتازة والأسمدة والأدوية والري وتوسع المساحات المزروعة.
اكتفاء ذاتي غذائي متفاوت حسب المواد والسنوات:
تمكنت البلاد التونسية من تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المنتوجات مثل التمور وزيت الزيتون والقوارص بالإضافة إلى الحليب واللحوم في بعض السنوات.
في المقابل تعجز البلاد التونسية على تحقيق اكتفائها الذاتي في بعض المواد الغذائية الأساسية وخاصة الحبوب والسكر فتضطر إلى التوريد.
انعكس ذلك على الميزان التجاري الغذائي الذي يشهد تفاقما متواصلا نتيجة استيراد موارد إستراتيجية إذ بلغت قيمة العجز 703 مليون دينار سنة 2008.
اشترك لتصلك الدروس والعروض لحظة بلحظة