الدرس: المجتمع المدني: مفهومه وأسسه – التربية المدنية – ثانية ثانوي

مدار الاهتمام عدد 03: المجتمع المدني

الدرس: المجتمع المدني: مفهومه وأسسه – التربية المدنية – ثانية ثانوي

المقدمة:

المجتمع المدني هو مصطلح حديث لكنه كمضمون كان ماثلا عند العرب منذ العصر الوسيط ويبرز ذلك في التشكيلات التالية كالتنظيمات القبلية والدينية والأحزاب السياسية ونقابات الأشراف.

نشأة مفهوم المجتمع المدني وتطوره:

المجتمع المدني هو مصطلح حديث ظهر مع فلاسفة الأنوار في القرن 18 الذين يميزون بين الدولة والمجتمع المدني الذي يمثل نمط من أنماط الدولة ويمثل المجتمع المدني صورة للدولة.

أما في القرن 19 ومع المفكر فريديريك هيغل تاريخ 1770 – 1831 يعرف المجتمع المدني على أنه الفضاء الوسيط الموجود بين الأسرة والدولة، أما في القرن 20 ومع المفكر أنطونيو غرامشي تاريخ 1891 – 1937 فقد عرف أو قسم المجتمع المدني إلى قسمين القسم الأول سياسي والمتمثل في الدولة ثم المجتمع أو المستوى المدني والتي تتمثل في مجموعة المؤسسات المستقلة عن الدولة من النقابات والجمعيات والأحزاب.

وفي أواخر القرن 20 انتشرت الحركات الاجتماعية الإنسانية والتنموية والدفاع عن الحريات والديمقراطية في مختلف أنحاء العالم وتزايد ظهور المنظمات الغير الحكومية كمنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومن هناك اكتسب المجتمع المدني الصبغة العالمية وأصبح يمثل منبر الحوار يشارك فيه الناشطون في المجتمع المدني مناهضين لكل أشكال العنف والعنصرية والحروب وشبهها.

المجتمع المدني يتكون من المنظمات الغير حكومية فهو مجتمع مدني عالمي مستقل عن الدول كمنظمة الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر أو منظمات الحقوق الإنسانية.

أسس المجتمع المدني:

التنظيم:

المجتمع المدني هو مجتمع منظم يخضع إلى قوانين تنظمه ليس إلى روابط أو انتماءات ضيقة يتمثل إليها ويتكون المجتمع المدني من المؤسسات المستقلة عن الدولة من الجمعيات والنقابات والأحزاب وغيرها ويقوم المجتمع المدني على عدة مؤشرات لتحليل فاعلية مؤسساته من بينها:

الحجم العددي لهذه المؤسسات.

حجم العضوية بها.

درجة الوعي من قبل الأعضاء وفاعليتهم.

درجة الديمقراطية داخل المؤسسات.

الوسائل المعتمدة لتبليغ مطالب الأعضاء إلى صانع القرار.

الاستقلالية:

المجتمع المدني هو مجتمع مستقل بتنظيماته ومؤسساته عن تدخل الدولة وتتجلى مظاهر الاستقلالية في الاستقلال المالي حيث تمول المؤسسات من قبل الأشخاص وليسمن قبل الدولة. وكذلك الاستقلالية في القرارات والأنشطة وحتى من الأهداف والغايات.

الحوار:

هو تبادل أفكار وأقوال بين طرفين أو أكثر من أجل هدف بناء العلاقات بين الجماعات ومختلف مكونات المجتمع المدني من الأفراد والمؤسسات.

شروط الحوار:

احترام الرأي المخالف.

ضمان حرية التعبير.

نبذ التعصب الفكري وللمواقف.

حرية ممارسة النقد.

أهداف الحوار:

تجنب الخلافات والصراعات.

التشاور والتفاعل والتواصل مع مختلف الأطراف.

تنظيم العلاقات داخل المجتمع.

تكريس مبدأ الاختلاف.

التعبير الحر والاعتراف بالآخر.

تعزيز أسس التعايش السلمي.

التأكيد على الشراكة الإنسانية.

الاحتكاك الحضاري والثقافي.

مجالات الحوار:

المجال الاجتماعي: الحوار بين الأديان

التحاور بين التنظيمات الاجتماعية.

تعاون اجتماعي بين مختلف الأطراف والمؤسسات والأديان في مختلف الأنشطة من الشغل والتعليم والصحة. وتحقيق التنمية.

المجال السياسي: الحوار بين التيارات والأحزاب السياسية المختلفة. وذلك لتنويع البرامج السياسية والأنشطة السياسية وتعزيز المنافسة الحرة وضمان حرية التعبير والاختيار السياسي.

المجال الاقتصادي: التعاون بين مختلف مكونات المجتمع المدني ومؤسساته في الأنشطة الاقتصادية خدمة للتنمية المحلية والوطنية بهدف تحقيق التنمية الشاملة.

. المشاركة الطوعية:

هو انخراط بشكل إرادي وطوعي وتلقائي في مؤسسات المجتمع المدني اعتقادا منهم بأنهم قادرون على حماية مصالحهم وتجسيد طموحاتهم ورغباتهم وتثبيتا لمبدأ المبادرة كما تحملنا على تحمل المسؤولية وتعزيزا للعمل الجماعي والتلقائي وللإرادة الفاعلة كما تكسب الفرد الشعور بالحرية وتدفعه للاجتهاد والعمل وتدعيما للقيم الجماعية من التعاون والتضمن والتكافل الاجتماعي.

تتجلى أهمية المجتمع المدني في تعدد مؤسساته وتعدد أسسه والقدرة على تفعيل دوره كسلطة مضادة الدولة.