ثالثة آداب
الدولة الحسينية في القرن الثامن عشر: علاقة السلطة بالمجتمع – تاريخ – ثالثة آداب واقتصاد وتصرف
الدولة الحسينية في القرن الثامن عشر: علاقة السلطة بالمجتمع – تاريخ – ثالثة آداب واقتصاد وتصرف
الدولة الحسينية في القرن الثامن عشر: علاقة السلطة بالمجتمع – تاريخ – ثالثة آداب واقتصاد وتصرف
تأسيس الدولة الحسينية وتنظيمها في عهد حسين بن علي:
ظروف النشأة:
إخفاق سياسة إبراهيم الشريف في إحياء نظام هيمنة الأتراك من جديد:
ظلم الرعية وسلب أموالها وجارت الطائفة التركية على الأهالي في عهده.
عدم تمكنه من صد عسكر داي الجزائر وقد تم أسره في سنة 1705.
تم تعيين حسين بن علي بايا على تونس ومحمد خوجة الأصفر دايا من طرف أهل العقد والحل لمواجهة الخطر الجزائري.
إنفراد حسين بن علي بالحكم:
بعد تمكن حسين بن علي من صد غزوة داي الجزائر لمدينة تونس وبدعم من أهلها ومن سكان البوادي المجاورة وحاول هذا الأخير توطيد نفوذه بالتصدي إلى طموحات الداي محمد خوجة.
إنفراد حسين بن علي بالحكم في جانفي 1706 وحصل حسين بن علي على فرمان التولية من الباب العالي لإضفاء الشرعية على حكمه.
خصائص النظام الحسيني وعلاقته بالمجتمع:
اعتمد النظام الحسيني حكما وراثيا بقي صوريا إلى حدود 1957 تاريخ إعلان الجمهورية
مارس حسين بن علي حكما مطلقا من خلال الإستحواذ على جميع السلط.
أبعد كل من لا يثق به من العناصر التركية.
رفع من شأن الأهالي بمنحهم ثقته وتشريكهم في دواليب الدولة وفي تصريف خيرات البلاد عن طريق اللزم وهي بيع جبائي بالمال إلى شخص يسمى لزام يتعهد بدفع معلوم للمخزن مقابل إحرازه حق جمع مردود ذلك الدخل لفائدته وبوسائله الخاصة.
في الميدان العسكري: طعم الجيش الانكشاري بالكوارغلية للحد من دورها السياسي.
أما في الميدان الجبائي فقد اعتمد سياسة تقوم على السيطرة على فوائض الانتاج بممارسة طريقة المشترى التي تحرم المنتجين من جزء من انتاجهم بأسعار منخفضة ويتم بيعها للتجار الأجانب ويحقق ذلك أرباحا طائلة للدولة كما فرض عديد الضرائب والغرامات على المجموعات الريفية لتغطية حاجيات الدولة من الأسلحة. سياسة جبائية مجحفة أو تعسفية.
مناصرة الريفيين للمنشقين على السلطة مثلما كان مع علي باشا على عمه حسين بن علي بداية من 1728.
الفتنة الباشية وأثرها على علاقة السلطة بالمجتمع:
أسباب الفتنة الباشية:
تراجع حسين بن علي في توليه ابن أخيه علي باشا وليا للعهد وتنصيب ابنه الأكبر محمد بدلا منه.
توتر العلاقة بين الباي حسين وابن أخيه رغم تمكينه من منصب باشا.
خطط علي باشا للتمرد واتصل بسكان جبل وسلات طالبا دعمهم.
خلاف شخصي أفضى إلى انقسام البلاد إلى شقين: شق حسيني وشق باشي ومن عوامل الإنقسام:
تعسف حسين بن علي وسياسته الاستغلالية
عدم انسجام مكونات المجتمع
الظرفية الاقتصادية المحلية والمتوسطية السيئة بين 1716 و1730 والتي تؤكدها إحصائيات التجارة الخارجية
مراحل الفتنة:
المرحلة الأولى: تمرد علي باشا في سنتي 1728 و1729 انطلاقا من جبل وسلات وبدعم من قبائل ماجر وأولاد عيار وغيرهم والتي انتهت بهزيمة الثائر وفراره إلى الجزائر في 28 ماي 1729.
المرحلة الثانية: رجوع علي باشا إلى تونس بإعانة من محلة الجزائر سنة 1735 واستقراره بها واللجوء لعمه إلى القيروان وما تلى ذلك من معارك بين شقي المتحاربين على عدة جبهات (جهة الكاف – الساحل – زغوان) وقد أسفرت معركة سمنجة على انهيار الباي حسين بن علي ومقتله في ماي 1740 بينما لجأ أبناءه إلى الجزائر.
المرحلة الثالثة: فترة حكم علي باششا بعد انتصاره 1740 – 1756 حيث سلك علي باشا الملقب بالطاغية سياسة استبدادية وقهرية أحيانا مع انحيازه الى أنصاره من الباشية مما خلف النقمة لدى المتضررين من هذه السياسة.
المرحلة الرابعة: عودة ابني حسين بن علي بمساعدة داي الجزائر واسرتجاعهما للعرش لكنها لم يحول دون تعرض مدينة تونس إلى الاحتلال والنهب من قبل عساكر الجزائر في أوت 1756.
نتائج الفتنة على الدولة والمجتمع والاقتصاد : 1728 – 1756:
لقد أسهمت هذه الأزمة الطويلة في تدعيم الصراعات القديمة بين القبائل كما تعددت الخسائر البشرية وانهار الاقتصاد.
هذه الأزمة فتحت الباب لتدخل أتراك الجزائر في البلاد التونسية وقد تم فرض وصاية جزائرية على الدولة الحسينية ومطالبتها بدفع أتاوة سنوية لمدة نصف قرن.
تضرر مدينتي الكاف وتونس في الغزو الجزائري.
أفرز هذا الصراع نوعا من الوعي بترابط المصيرين بين الحكام والمحكومين وهو الذي سيغنم منه الحسينيون بعد 1756.
عودة الاستقرار وتحسن العلاقة بين السلطة والمجتمع:
سياسة الوفاق وإعادة بناء الدولة في عهد علي باي : 1759 – 1782:
تمكن علي باي من إعادة السلم الداخلية وتمكن من اخماد الفتنة التي حاول إسماعيل اثارتها.
تحسنت علاقة السلطة بالأهالي في عهده حيث ألغى سياسة المشترى فتحسنت حال الرعية كما خفض في الجباية بفضل تحسن الوضع الاقتصادي في الستينات والسبعينات من القرن 18 كما فتح الباب أمام أعيان البلاد بالقيام بأنشطتهم الاقتصادية.
حمودة باشا وأوج الدولة الحسينية: 1782 – 1814:
حمودة باشا : تكوينه وأسلوب حكمه:
تكون تكوينا جيدا على يد أبيه علي باي أي هيأه منذ صغره لاعتلاء السلطة. وقد ارتقى النظام الحسيني إلى أوجه في عهده. وقد تميزت فترة حكمه بالاستقرار داخليا وخارجيا حيث تمكن من الانتصار على أتراك الجزائر سنة 1807 بفضل الْتفاف كل القوى المحلية حول الباي لوضع حد للتبعية المفروضة على الإيالة منذ 1756 وقد تمكن من توطيد أركان حكمه بالاستناد إلى الأهالي بصد هجمات أتراك الجزائر وقمعه لثورة العسكر التركي في 1811 بمساعدة الأهالي.
أسلوب حكم يقترب من أسلوب حكم جده حسين بن علي حيث وطد علاقاته مع أعيان العروش وتوخي أسلوبا ذكي في التعيين والعزل وقد خفض الضرائب في سنين الجدب.
الانتعاشة الاقتصادية:
ازدهرت الصناعات الحرفية في عهد حمودة باشا حيث شجع على تطوير المنتوج المحلي خاصة في صناعة الشاشية، وتعدد المنتوجات المصدرة في عهده من قمح وزيت الزيتون والصوف الجيد، كما تعدد التجار التونسيون وتقلصت مرابيح التجار الأوروبيين كما ازداد النشاط القرصني في أواخر القرن 18 بسبب انشغال الدول الأوروبية بحروب الثورة الفرنسية.
انتعاشة اقتصادية بفضل الظرفية المتوسطية الملائمة.
لكن المستفيدين من النهضة الاقتصادية ينتمون إلى الحكام وإلى الموالين لهم من فقهاء وقياد اللزامة وشيوخ المجموعات الريفية وفئة الحرفيين المهرة لكن الطبقات الشعبية لم تشملها التغيرات إلا قليلا.
اشترك لتصلك الدروس والعروض لحظة بلحظة