ثالثة آداب
أزمة الدولة الحفصية في القرن 16 – تاريخ – ثالثة ثانوي – آداب اقتصاد وتصروف
أزمة الدولة الحفصية في القرن 16 – تاريخ – ثالثة ثانوي – آداب اقتصاد وتصروف
عرفت الدولة الحفصية منذ أواخر القرن 15 أزمة شاملة طالت كل المجالات. فماهي مظاهر هذه الأزمة؟
مظاهر الأزمة اقتصاديا:
القطاع الفلاحي:
انحصرت المساحات المزروعة وتراجعت الغراسات وذلك لصالح النشاط الرعوي والترحال.
تراجع الانتاج الفلاحي من الاقتصاد التجاري الغير متوازن مع البلدان الأوروبية وكان دور الريف يتمثل في تجميع الموارد الفلاحية وتحويلها للمدينة للتصدير وقد ارتبط تدهور النشاط الفلاحي بعوامل ظرفية تتمثل في تعسف الأعراب.
النشاط الحرفي:
تدهور أوضاع الحرفيين: فقر شديد وقد ارتبط ذلك بعدة عوامل منها منافسة البضائع الأجنبية وعدم التمكن من مجارات التطور الحاصل في المدن الإيطالية من ضمنها جنوة والبندقية وثقل الضرائب المفروضة عليها.
التجارة:
تراجع النشاط التجاري داخليا وخارجيا وتراجع التجارة الصحراوية ومن العوامل المفسرة لهذا الركود هي أزمة البادية والمدينة والظرفية العالمية الجديدة منها الاكتشافات الجغرافية الكبرى*(انظر الدرس في ركن تاريخ أو ثالثة ثانوي أو آداب أو اقتصاد وتصرف على نفس الموقع) مما أدى الى تراجع نشاط الموانئ الحفصية.
المظاهر الاجتماعية للأزمة:
تفكك المجتمع:
يتجسم ذلك في التنافر بين السكان المستقرين بالمدت والقبائل الرحل وشبه الرحل.
ساهمت فتاوى العلماء في مزيد من التوتر مثل فتاوي ابن عرفة التي تحث على مقاتلة الأعراب.
تفكك المجتمع الحضري نفسه نتيجة تباين مواقف ربضي باب سويقة وباب الجزيرة تجاه حملة خير الدين بربروس سنة 1534 على تونس حيث برزت مواقف مساندة للسلطان وأخرى مساندة لخير الدين.
عدم تجانس المجتمع الحفصي وقد ساهمت الأزمات الاخرى في احتداد التناقضات.
انتشار الطرق الصوفية:
يعود انتشرها إلى القرن 13 لكن زادة انتشارا في أواخر القرن 15 و16 وارتبطت بالظرفية المتسمة بانعدام الأمن وتعدد الآفات وبتصاعد الخطر المسيحي.
المظاهر السياسية للأزمة:
انحلال السلطة المركزية:
بدأ مسار التفكك والانحلال في أواخر القرن 15 وقد تجلي ذلك في الصراعات بين اعضاء الأسرة الحاكمة بسبب غياب قانون ينظم توارث الحكم وعجز بعض الحكام عن مواجهة الوضع.
فقدان السيطرة على أجزاء البلاد:
استقلال عديد المدن من السلطة المركزية مثل عنابة وطرابلس وقسطنطينية وجربة وصفاقس وسوسة مما أدى إلى اضعاف الحكم المركزي.
بروز قوى انفصالية داخلية وقد بلغ خطر القبائل أوجه مع الطريقة الشابية بالقيروان.
تفاقم الخطر الخارجي:
كانت إفريقية مجال صراع للقوتين العثمانية والإسبانية وقد دام الصراع 40 سنة منذ 1534.
خاتمة:
شهدت الدولة الحفصية في اواخر القرن 15 أزمة شاملة واصبحت مهددة في كيانها خاصة وان البحر الابيض المتوسط اصبح خاضعا لقوتين…
اشترك لتصلك الدروس والعروض لحظة بلحظة