تحليل موضوع: “حدّث أبو هريرة قال…”: رواية ذهنية انصهرت فيها الروافد الشرقية بالوافد الغربي لتعبر عن شواغل الإنسان في مطلق الزمان والمكان – بكالوريا آداب

تحليل موضوع: “حدّث أبو هريرة قال…”: رواية ذهنية انصهرت فيها الروافد الشرقية بالوافد الغربي لتعبر عن شواغل الإنسان في مطلق الزمان والمكان – بكالوريا آداب

حلل هذا القول معتمدا الشواهد.

موضوع تقريري ولام التعليل في لفض “لتعبر” أفادت الغاية.

التحليل:

الأدب الحديث وخاصة الروائية منه يقوم على خرق للسائد والمألوف سواءً كان قيدا جغرافيا أو أخلاقيا أو نقديا لينشد الإنسان مجردا في انتماءه الظرفي “الزمان” والمحلي “المكان” ورواية المسعدي ” حدث أبو هريرة قال …” تندرج ضمن هذا اللون من الأدب إذ قال عنها النقاد “حدّث أبو هريرة قال…” موسوعة سكوول : رواية ذهنية انصهرت فيها الروافد الشرقية بالوافد الغربي لتعبر عن شواغل الإنسان في مطلق الزمان والمكان. فما هي تجليات البعد الذهني في الرواية؟ وماهي مظاهر انصهار الرافد الشرقي بالوافد الغربي للتعبير عن الشواغل الإنسانية المطلقة؟

“حدّث أبو هريرة قال…” راوية ذهنية لأنها:

تشتغل بالقضايا الفلسفية المجردة

قيامها على الرمز: موسوعة سكوول شخصيات الرواية ليست ذوات واقعية بل هي أفكار تتحرك في النص.

إنعدام الصلة بين النص (الرواية) وواقع معين.

 الرافد الشرقي ومظاهر انصهاره بالوافد الغربي:

 الرافد الشرقي:

شكلا: شكل الحديث  يتكون من سند ومتن وقد وقع تصدير بعض الأحاديث بنصوص ذات مرجعيات شرقية كالنص القرآني أو أبيات شعرية أو أقوالا لأدباء قدامى أمثال التوحيدي أو الراهب الجرجاني.

مرجعيات الشخصيات وأسماءها: موسوعة سكوول كلها أسماءها شرقية أصيلة مثل أبو هريرة، أبو رغال، كهلان (من صعاليك العرب)، لبيد …

الأماكن: إحالتها على الأماكن الشرقية: المدينة، مكة، نجد، الحيرة باليمن.

الزمان:  إحالة بعض النصوص على أزمنة متداخلة كالزمن الجاهلي (في الإغارة والسبي) وزمن أبي نواس في القرن بعد الهجرة (الخمرة).

اللغة: موسوعة سكوول لغة قديمة للمسعدي في الرواية فتشبه لغة الجاهليين في صفويتها ولغة الجاحظ في بساطتها وعمقها.

المضمون الأصيل الشرقي القديم: مضمونا نلاحظ حضورا لمكثفا للمفاهيم الإعتزالية التي تجلت في مسيرة البطل كمفهوم الإرادة والمسؤولية إلى جانب حضور بعض المفاهيم الصوفية مثل النشيد الصوفي في نهاية الرواية والنهاية الصوفية كنهاية أبي هريرة وهي الذوبان في الذات الإلاهية.

الوافد الغربي : شكلا ومضمونا:

شكلا: التصدير ظاهرة غربية وتحيلنا بعض نصوصها على مرجعيات غربية (التصدير في حديث البعث الأول).

أفرغ المسعدي شكل الحديث من مضمونه الوعظي الأخلاقي الإخباري ليشحنه بمفاهيم فلسفية حديثة كما نلاحظ حظور النفس المأساوي في مسيرة البطل فهذه المأساة في أطراف الصراع تشبه مأساة الأبطال اليونانيين القدامى.

حداثة الزمن: موسوعة سكوول ثار المسعدي على خطية الزمن الروائي فكسره مرة بالسبق ومرة بالرجع.

مضمونا: حظور الفلسفة النيتشوية والإيمان بقدرة الإنسان اللامحدودة في تجربة الجماعة (يقول أبو هريرة هذه الأرض نحن رفعناها ونصبنا عمادها فأقمناها) فالإنسان إلاه الكون.

فلسفة سارتر وعلاقة البطل بالجماعة تذكرنا بالفكر الوجودي عند سارتر (الآخر هو الجحيم)

فلسفة فرويد الجسد هو الذات هذا من حيث الحداثة في المضمون

التعبير عن شواغل الإنسان في مطلق المكان والزمان:

أهم شاغل هو الإنسان ورحلة البحث عن معنى الكيان. موسوعة سكوول هل الكيان (الوجود) معطى جاهزا أم بحثا متواصلا؟ ومن شواغل الإنسان كذلك الإنسان والموت كان شغل أبي هريرة قهر الموت سواءا كن موتا وجوديا أو موتا حقيقيا ويبدو ذلك في استرجاعه قصة الأخت.

من شواغل الإنسان أيضا الإنسان والجسد هل يمكن للإنسان أن يكون جسدا صرفا أم أن الجسد هو بعد واحد من أبعاد الإنسان؟ أيضا الإنسان والله هل أن العلاقة بينهما علاقة تكامل أم تصادم؟ يقول أبو هريرة :” هل الله خالقي أم أنا خالق الله؟”. موسوعة سكوول صدام المأساة اليونانية القديمة في الفكر الفلسفي وتكامل في الفكر الديني

الإنسان والفعل البشري (تجربة الجماعة) الفعل البشري أي العمل هل له حدود أم أنه لا محدود (الإستنساخ)؟

التأليف:

رواية ذهنية عكست مواقف المسعدي من الإنسان ومنزلته في الوجود كما انفتح الكاتب على الثقافة العربية الإسلامية وحاور في نفس الوقت الثقافة الغربية فرواية” حدث أبو هريرة قال…” موسوعة سكوول هي نتيجة المزاوجة بين الرافد الأصيل والوافد الدخيل.

خاتمة:

تمكن المسعدي من إحداث التكامل بين مرجعيات ثقافية متنوعة ليعبر عن توق الإنسان لتحقيق الكيان وقد كان المسعدي وفيا لمقولته:” ليس عندي أطرف (تجديد) من جدة القديم” ولكن هل إلتزم المسعدي بهذه الثنائية (الأصالة والمعاصرة) في أدبه؟