المقومات في رسالة الغفران: (الاطر – الشخصيات – الاحداث) – بكالوريا آداب
الإطار المكاني:
الاطر المكانية هي تلك الفضاءات التي تستوعب شخوص القص والاحداث وقد نشأ الإطار المكاني في الغفران اعتمادا على آلية التحول من الارض الراكدة الى السماء. تحول يوهمنا بمقتضاه اننا سنتحرر من عالم الرذيلة لنغوص في عالم الفضيلة، لكن من المفارقات أن الارض جثمت فبقيت الرذيلة.
الجنة:
هو الإطار المهيمن على فضاء الرحلة العلائية وقد اتسم بالاتساع فاحتضن الانس بتباين فتراته الزمنية (من آدم مرورا بالجاهلية أمثال عنترة والشخصيات المخضرمة مثل الخنساء والحطيئة وشخصيات اخرى عباسية واموية). وهو الى ذلك مثل الإطار المنطلق والمنتهي.
وقد تحولت الجنة إلى جنات متعددة مثل جنة الانس وجنة العفاريت وجنة الرجز اي الشعراء الذين كتبوا على بحر الرجز.
كما انقسم هذا الإطار المكاني اعتمادا الى ثنائية المركز (الرخاء والقصور) والتخوم (الاكواخ والتعاسة).
كلما اتسع المكان كالجنة، كان عنوانا للراحة والسعادة، وكلما ضاق كالمحشر أو الجحيم كان عنوان الاختناق والالم. ومن أهم مكونات الجنة: الأشجار والأنهار والولدان والكثبان والقصور.
المحشر:
يفترض أن يكون إطارا مقدسا بيد أن المعري انتهك قدسيته حيث حوله إلى إطار للفوضى بما اكتنفه من تدافع وخصومات وتزلف.
كما يبدو المكان في المحشر محدودا، ضيقا، يحاصر ابن القارح ” الصراط – الابواب – الحراس…”.
الجحيم:
يتصف بالضيق بدليل ان الخنساء اطلعت على أخيها صخر من أقصى الجنة تحديدا كما ورد المطّلع على الجحيم، كما زج فيه المعري الملوك عربا وعجما رفقة أبنائهم ونسائهم وعلى رؤوسهن التيجان في الدرك الاسفل من هذا الجحيم.
خصائص المكان مفارقة للجنة الاسلامية مما يدل على أن الاطر المكانية في الغفران ليست فارغة من الإيحاءات والدلالات بل هو استعارة وعلامة رامزة.
الإطار الزماني:
الزمان مطلق / سرمدي / جرّده المعري من النسبية فجعله نهارا أبديا لا يعقبه ليل ولا ظلام.
الزمان في الجنة:
مطلق يعبر عنه المضارع الذي يفيد الديمومة والاستمرارية، ينسجم مع مفهوم الخلود كسمة أساسية للجنة.
الزمان في المحشر:
الماضي، محدود، ضيق “كان مقامي ستة أشهر من شهور العاجلة”.
الشخصيات:
حضرت بمختلف مجالاتها:
المجال السياسي: معاوية – الرشيد.
المجال الديني: الرسول محمد – فاطمة – علي.
المجال الثقافي: الشعراء – الادباء – النحات.
سيطرت الشخصيات ذات المجال الثقافي على الشخصيات عموما، مما دفع بعض النقاد الى اعتبار قصة الغفران محاكاة لجنة أدبية لا لجنة إسلامية.
مرجعية الشخصيات:
المرجعية الاسطورية:
فقد أنشأ المعري بعض شخصيات قصته اعتمادا على الاسطورة فحملنا إلى أجواء ألف ليلة وليلة حين أنطق الحيوان والثمار بلسان عربي مبين وحول الطير جوار والثمار حورا.
المرجعية الغيبية:
الملائكة، ابليس، الولدان المخلدون، الجن..
أصناف الشخصيات:
الشخصيات المحورية:
اعتبر النقاد أن ابن القارح هو الشخصية المحورية دون منازع، ذلك أنه هيمن على الحبكة القصصية بأطرها وشخصياتها، أما اسناد صفة البطل إليه فهي مجرد اسناد مجازي لان مقاييس البطولة في الفكر النقدي السردي تقتضي أن تكون الشخصية ذات قيم نبيلة وهو ما لا يتوفر في ابن القارح الذي كان مجرد فضولي، يبيح العنف اللفظي، كما أنه كان شخصية عالمة بالقول جاهلة بالفعل، منافقا يظهر نسكه ويخفي فسقه ويظهر توبته ويستر عورته.
الشخصية الثانوية:
هي الشخصية التي اضطلعت بأدوار كانت لها تأثر في بنية الاحداث كالأعشى، الرسول، الحطيئة (كل من تحاور معها) وكفاطمة التي وهبت ابن القارح الجارية التي عبرت به الصراط.
الشخصيات الهامشية:
كالحور والولدان المخلدون والجواري.
إن تنوع الشخصيات أكسب النص ثراء وتنوعا وأسهم في تعريف شخصية ابن القارح لأنها تمثل وجها من وجوهها.
أدوار الشخصيات:
إما شخصيات مساعدة كالجارية التي أخذ يتمرس بها وهو يعبر الصراط.
شخصيات معرقلة كرضوان وزفر وحمزة عمُّ الرسول إذ جميعهم صدوا ابن القارح عن دخول الجنة بواسطة شعر المدح. يقول حمزة مانعا اياه من انتهاك حرمة المقدس بمدحه: “ويحك أفي مثل هذا الموطن تجيئني بالمديح”.
الاحداث:
نجد الكاتب في بعض الاحيان يعمد الى تنظيم الاحداث وترتيبها ترتيبا محكما يجعل لها تمهيدا يبعدها عن المبالغات والمفاجآت المصطنعة (انشاد ابن القارح بعض من ابيات الاعشى ميمون في نزهته في الجنة ومن ثم ملاقاته اياه).
من أهم خصائص ومميزات احداث الرسالة هي توظيف الحركة، فإذا تحرك البطل ثبتت بقية الشخصيات وإذا توفقت حركة البطل كانت بقية الشخوص فاعلة ومتحركة.
حركة الاحداث متدرجة، خطية ومتصاعدة: النزهة – ظهور الهاتف – ملاقات الاعشى = التسلسل السببي.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني
