موضوع عدد 03 في شعر الحماسة مع الاصلاح – بكالوريا آداب / مواضيع في الحماسة مع الاصلاح
الموضوع:
تفنن شعراء الحماسة في تحويل بشاعة الحرب إلى نص شعري يعطف القلوب على قيم البطولة. حلل هذا القول وأبدي رأيك فيه.
المقدمة:
التمهيد:
علاقة الشعر بالمرجع في قصائد الحماسة أو تعدد أبعاد شعر الحماسة (التسجيل / التخييل).
إدراج الموضوع:
تفنن شعراء الحماسة في تحويل بشاعة الحرب إلى نص شعري يعطف القلوب على قيم البطولة. (يمكن المحافظة على نص الموضوع او التصرف فيه).
الطرح الاشكالي:
ماهي مظاهر تفنن شعراء الحماسة في تحويل بشاعة الحرب إلى نص شعري؟ هل أن وظيفة شعر الحماسة هي عطف القبول على قيم البطولة؟
الجوهر:
يتكون جوهر هذا الموضوع من قسمين كبيرين: أحدهما لتحليل أطروحة الموضوع، والثاني لإبداء الرأي فيها.
التحليل:
العنصر الأول: مظاهر تفنن شعراء الحماسة في تحويل بشاعة الحرب إلى نص شعري:
التفنن في التعبير:
تداخل السجلات وذلك بتوظيف حقول معجمية بعيدة عن بشاعة الحرب من خلال:
المعجم الغزلي:
في قول المتنبي في سعيد الثغري:
فالمشي همس، والنداء إشارة – خوف انتقامك، والحديث سرار
فقد أخرج المتنبي معجم الخوف من الانتقام إخراجا غزليا جميلا.
المعجم الديني:
تردى ثياب الموت حمرا فما أتى – لها الليل إلا وهي من سندس خضر (أبو تمام)
تحويل معجم الموت والدم إلى معجم ديني: الشهادة والخلود في الجنة.
التفنن في الإيقاع من قبيل تحويل ضجيج الحرب وفوضى الاصوات على إيقاع حماسي احتفالي يضفي تجانسا وغنائية على النص الشعري وقوة الاجراس والترديد والتشقيق والجناس والتماثل التركيبي….
الجناس والترديد:
وسارت به بين القنابل والقنا – عزائم كانت كالقنا والقنابل (أبو تمام)
التقفية الداخلية (التصريع):
فنحن في جذل والروم في وجل – والبر في شغل والبحر في خجل (المتنبي)
تحويل الفعل الحرب إلى نشيد احتفالي.
التفنن في التصوير من قبيل توظيف التشبيه لتحويل مشهد حمرة الدم في نحور الخمر إلى مشهد غزلي:
“لا يصدرون نحورها يوم الوغى – إلا كما صبغ الخدود حياء (ابن هانئ)
توظيف الاستعارة في تحويل صورة الدم من دلالتها على التنكيل إلى الدلالة على الاخصاب:
هل الحدث الحمراء تعرف لونها – وتعرف أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام قبل نزوله – فلما دنا منها سقتها الجماجم (المتنبي)
تحويل صورة الحريق بما تحمله من بشاعة إلى ضياء ونور:
ضوء من النار والظلماء عاكفة – وظلمة من دخان في ضحى شاحب
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت – والشمس واجبة من ذا ولم تجب (أبو تمام)
توظيف التقابل في نزع صفتي العبوس والجهم عن المحارب وهو يفتك بالأعداء:
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة – ووجهة وضاح وثغرك باسم (المتنبي)
نزوع الصورة نحو الغرابة والمحال للسمو بصورة البطل نحو ذرى أسطورية خارقة:
في جحفل ستر العيون غباره – فكأنما يبصرن بالآذان (المتنبي)
تضافر أساليب فنية متنوعة في تحويل البشاعة إلى نص شعري أذكى النفس الملحمي للحماسة وأغنى شعرية الخطاب.
العنصر الثاني: عطف القلوب على قيم البطولة:
الفروسية والاقدام:
قد كان أسرع فارس في طعنة – فرسا ولكن المنية أسرع (المتنبي)
الفعل والفتك:
لقد تركت أمير المؤمنين بها – للنار يوما ذليل الصخر والخشب (أبو تمام)
العزة والرفعة:
طلب المجد من طريق السيوف – شرف مؤنس لنفس الشريف (المتنبي)
حسن التخطيط العسكري وحكمة القيادة:
يكلف سيف الدولة الجيش همه – وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم (المتنبي)
التحميس ورفع همم الجيوش المقاتلة وتحصينها من الخوف وتخليد المآثر والتغني بها وابتكار مثل أعلى يجسم قيم البطولة.
تجاوز شعر الحماسة الوظيفة التسجيلية نحو وظيفة تأثيرية.
إبداء الرأي:
تفاوت حظ النصوص الحماسية في القدرة على تحويل البشاعة إلى جمال يعطف القلوب.
ارتباط بعض القصائد الحماسية بوظائف أخرى تنضاف إلى وظيفة عطف القلوب على اليوم وتتقاطع معها: مذهبية (الدعاية للتشيع) – سياسية (خدمة السلطان) – ذاتية (التكسب):
هذا المعز ابن النبي المصطفى – سيذب عن حرم النبي المصطفى (ابن هانئ)
تداخل قيم البطولة الحربية مع قيم إنسانية أخرى مثل: الكرم ورجاحة العقل والعدل…
التأليف:
استيفاء مدونة الحماسة لخصائص العبارة الشعرية معجما وإيقاعا وتخييلا في إخراج الوقائع الحربية البشعة إخراجا شعريا جميلا.
تهدف العبارة الشعرية الحماسية أساسا إلى إعلاء قيم البطولة وعطف القلوب عليها.
الخاتمة:
جمع النتائج:
يجمع الشعر الحماسي بين التسجيل والتخييل، فيرتقي بالوقائع المحدودة بسياقها إلى وقائع إنسانية خالدة..
إبداء الموقف:
تبقى الحرب بشعة وإن اجتهد شعراء الحماسة في تجميلها.
فتح الأفق:
قدرة مدونة الحماسة على استمالة ذائقة المتقبل اليوم.
نهوض أشكال فنية أخرى بنفس الوظائف.
احصل على الدروس عن طريق البريد الالكتروني