لن أستطيع تفسير كل ما يحدث لي، لن أستطيع أن أبوح بكل كلمة أو عبارة تخطر لي دون أن يتدخل شيطان عقلي الذي جعل مني عبدا يفتقر إلى قطرة من الأحاسيس التي لن أتمكن يوما من تذوق ما جعل العالم يركع من أجله.
أشعر كأن شخصا بداخلي عاجز عن التحرر، كأني سجن أو زنزانة تحبس شخصا كان له الحق في العيش بدلا مني كأني أقتل ما لا أراه، كأني مذنب دون جريمة، كأن طيفا بداخلي يصرخ دون سبيل للعودة. ربما أنا مذنب بالعيش.
ربما لست ما أنا عليه حقا، ربما كنت مجرد عقاب لشخص لن أتمكن يوما من رؤيته. ألن يأتي ذلك اليوم الذي سأتحكم فيه بأفكاري الخاصة، الذي سأتمتع فيه بحرية الكاملة في التفكير، بعيدا عن كل تلك الحدود التي صعقت كل من حاول النزول أسفل عالم الأوهام.
لن أخضع لوهم خلته حقيقة، لن أتقبل حقيقة كوني مجرد عاجز عن التعبير أو مجرد مأوى لأفكار رماها البعض خوفا من العقاب.
ينقصني كل من عجز كل مرء عن الإستغناء، ينقصني شعور بمعنى أن يكون لشخص جسد يتحكم به دون أمر أو حتى توسل من مجهول.
لن أتراجع عن سبب كان نتيجة ظهور أحاسيس لن أواجهها ولو شاء القدر منحي حريتي الكاملة في تحقيقها.
لن أجعل من نفسي مجرد دمية كان العالم قد رسم طريقها بالفعل، كان قد وضع كل من سيعترض طريقه في رحلة أو حكاية دون إبلاغ مفاجئ بحادثة الأمر.
بقلم : بهاء الدين العوادي – معهد رأس جبل ببنزرت