فكرة بقلم: الصادق المعواني

سيجارة رخيصة، ونظرات كئيبة ترقب تجاعيد ساعتي اليدوية وأتسائل : مالذي يجبرني على البقاء؟

ولكني متعب، رغم أن أسئلتي قد دنا ذيلها، فإجاباتها كانت بسيطة.. ضع « أنسى » أمام كل الخانات، و أشطب الخونة، فالثور الأسود في نهاية الأمر هو ثور، بلا عقل ..

والثعلب كذلك هي ثعلب ماكرة تقتات على البقايا .. كما أنها حمقاء ف: بعد السيف علق منجل ؟ والجدار الذي أسرت به نفسي قد تجاوزته إلى الفكرة .. فهو مجرد « كلمة » ..

يمكن أن نستبدلها ب »كرسي » ثم أظل خائفا من الجلوس! والفتاة التي راسلتني كثيرا، لم أنسها فحسب، بل أحرقت رسائلها كذلك، هي الآن تواعد « المنجل » ..

أما « الكافتيرية » فقد بدت غريبة عني، أنا خائف حتى من المرور من الشارع الذي يؤدي إليها، فالضجيج في داخلها هو في داخلي حقا، والوجوه الغابرة، و »ذبانة » شخصية فكاهية لا يمكنني حتى أن أستحضر إسمه كما لا يمكنني أن أتجاوز ملامحه إلى العدم ..

ولكنه السجن ! يؤرقني، يشقيني، يحزنني مرارا بلا خجل، يقتات علي، يقول الشرطي « ممنوع إدخال طعام يحتوي حبات الزيتون إلى المعتقل » قالها من جملة يستهزئ بي و مريم !

و لكن لم أسطع تجاوزها إلى الفكرة ..


بقلم: الصادق المعواني-معهد شارع علي البلهوان نابل