الحياة قصيرة!، لقد أدركت أن الحياة قصيرة، قصيرة بمعانيها وأحداثها وأناسها وتطلعاتها، لقد أدركت أنه سيأتي يوم أغادر فيه هاته الحياة ربما اليوم أو غدا،
أو في المئة من عمري ولكن كل هاته الأشياء لاتهمني بل الأكثر أهمية عندي هو أن الحياة قصيرة!، نعم قصيرة ، حينما كنت صغيرا لطالما كنت أنظر في المرأة وأقول من أنا ؟ ولما خلقت ومن خلقني؟
أتأمل في عيناي، أتأمل ذاك الشخص الذي يقبع داخلي، شخص قدر له أن يسكن داخل هذا الجسد وأن يقاسمني فراشي ومأكلي ومشربي وفرحتي وحزني ولكن السؤال الذي يحيرني هو كيف يبدو شكله؟
هل له أنف وفم؟ هل له عينان ؟أم أنه لايمتلك ماأمتلكه، فقط مجرد متطفل؟
متطفل على حياتي وأسراري ولكن أليس هو بصاحبي وكاتم لأسراري؟ نعم ربما هو كذلك .
لقد علمتني الحياة إن كل شيئ يزول الألم يزول والفرحة تزول والجمال يزول وأنا بطبيعة الحال أزول، الحياة لاتتوقف على أحد لاعلي ولاعليك ولا على العالم، لقد تعلمت بأن لاأغتر لأنني غدا سأكون ضعيف فكل قوة مألها الضعف إلا قوة الله عز وجل، أه الله كم أتوق لرؤيته رغم أنني أستحي منه ولكني لازالت أحلم برؤيته مع نفس جميلة نفس لم يشوها الناس ولم يغيرها الزمان، نفس مازالت عذراء، وهل العذرية تكمن في النفوس؟
نعم العذرية تكمن في النفوس والقلوب والأفكار. الحقيقة أنني داخل دوامة من الأفكار والمشاعر مشاعر تكتسحها قوة أو بالأحرى عاصفة وجودية، أتسأل دوما عن حقيقتي وعن ماهيتي!
أتسأل لما خلقت في هذا الكون ولما قدر لي أن أعيش مشاعر لست بحاجة إليها، مشاعر بؤس و سعادة، حزن وفرح، فشل ونجاح إلخ…
ولكن الذي يثبتني على طريقي هو أنني مؤمن بأن الله لم يخلقني عبثا أو كما يحلو لي أن أسميه مجرد رقم، أنا لست ألة، أنا إنسان، إنسان حالم وطموح،
يحلم أن يحقق ذاته لأني لست رقم كما قلت لكم بل إني شخص له سلبيات وإيجابيات ولد ليسد ثغرة من ثغرات الواقع وأكثر مايؤكد رأيي هو أن الله لا يعترف بالأرقام، الله عبقري ,خلقنا في زمان معين ومكان معين وظرف معين لنقوم بواجبنا على أكمل وجه.
لاتغتر
ثق في الله وفي نفسك
لاتدع الزمان يلتهمك.
أنت لست دمية
الزمان يجري لذا إقتنص الفرصة وأترك بصمتك على هاته الأرض.
بقلم: أحمد الهلال – المدرسة العليا للعلوم والتكنولوجيا بحمام سوسة