إنّي يا » رجل » لم أكُن قبلا من اللّاتي يستعملن ايموجي القلب المكسور ولا من اللّاتي يبكين على الرّاحلين، ولا ممن يشدّون على أياديهم، إن العزّة التي كنت املكها قبلك كانت لتُحرقَك الآن حيّا، تعلَم جَيّدًا انني كنت أتنفسك، تعلم جيدا كم من الصعب عليّ ان انتشل لك هاته الكلمات الآن، كأنَّي أنبُشُ في قبْرِ عزِيزِ باحثة عند دلائل
تفنيدِ إدانتي في قتله، إعلم
وهذا من باب الإخبار و ليس من باب استجداء الشفقة أنك تركتَ فيا شرخا يعادِلُ في الوجعِ كل الإصابات في صُلب هذه الأرض وكل الخيانات التي وقعت على سطحها وكل الحروب التي صارت وستصير عليها، إعلَم أنني إنتظرت على عتبة بابك إلى أن جفّت روحي وذابت شمعة الإنتظار امامي وإستنفذت كلّ الأعذار التي في قلبي، إعلم يا قلبي أني في كل تلك الليالي السابقة مهما ادعيت نسيانك لم انسك للحظة رغم علمي انك تتذكرني مرة كل عشر ساعات، كنت اخاف من نفسي الواقفة أمامي تسجل عدد الانكسارات وعدد الخيبات وعدد الآلام والسويعات .. أخاف منها لأنها في كل مرة اعود فيها خائبة، تقول لي : ألم تقرري بعد؟! ألم تكتفي بعد؟؟ أخبرها انك ستتصل، انك ستتغير، انك ستحس ستهتم ستكتب، ستأتي … لكنك لا تفعل، لكنك تصّر على نفي كل الأفعال التي أسندها لك .. الآن أنا لستُ روحا كاملة، انا شبح روح يضحك كثيرا، و ينشر حزنه في سويعات الظلام القليلة .. يكفيني عذابا، لا أريد أن تتحول بقايا روحي الى عدم .. يكفي حقا… كفى .
بقلم : ساجدة مستيري المعهد العالي للغات بڨابس