أؤمن بذلك كي يسخره الله لك – بقلم: سهيل داعوثي
ما بِي ليْس بِكْ و ما بك ليس بي و لَسْتُ مِنْك أعْلَمُ بِكْ و لست أعْلمَ مِنِّي بِي
و كل ما نحتاجه الثقة في النفس . لو وثقت بنفسك لو حتى قليلا لما حسدت من ظننتهم تفوقو عنك و لا يتجاوز ظنك الشك و ليتك تقطعه بيقين لا يعقبه شك آخر
أنت .. تملك ما لا يملكه غيرك .. ليس من المنطقي أن تمتلك نفس ما يمتلكه لأنك ستصبح نسخة مطابقة للأصلي و ستنفي كل جمالية تكمن في الإختلاف
الإختلاف الذي لطالما و لا يزال آية من آيات الخالق جل جلاله
بالإختلاف فرقنا الخبيث من الطيب .. و بالإختلاف فرقنا بين الجائز و العيب
الإختلاف في أسلوب التفكير و ليس في التفكير ، الإختلاف في طريقة التعامل ليس في التعامل
عندما تثق أنك ذاك الصبي الذي أخبرته أمه ذات يوم بعد أن إحتضنته و بللت رأسه بدمعها أنه من سيرفع رأسها و أنها تثق في الله و فيه … حين تثق أنك لست بمفردك و لست الوحيد الذي يواجه صعوبات في الحياة حين تؤمن بأن العدل مطبق في الأرض و لا يظلم ربك أحدا
حين تكون على يقين أنك المخلوق المكرم الذي أسجد لك الله الملائكة
حين تكون على يقين أنك أفضل المخلوقات و أرقاها ..
حينها لن تسمح لنفسك بأن تحط من قيمتك و قدرك لن تذل نفسك و تتبع شهواتك و لن تسب و تشتم من شتمك لأنك لن تعيره اهتماما و سترُدُّ على السيئة بحسنة لأنك على يقين أنه لو اجتمع كل الخلق على ضُرك لن يضروك الا بما قدر الله و هو كذلك أيضا ان اجتمعوا على نفعك
حينها لن تعطي للناس أكثر من قيمتهم و ستجعل لكُلٍ منزِلَتهُ و لكل مرْتبته في قلبك و لكل مقامُه و لا تجعل لا الدنيا و لا اهلها و لا الظروف اكبر همك …
فقط ستصبح شخصا آخر ستختلف نظرتك إلى الناس و إلى الأحداث التي تقع و إلى الحياة عامة
ستصبح راقي ، حسن الخلق طيب الرائحة أنيق المظهر بشوش ، عطر اللسان و محبوب من الناس الذين يحبهم الله و يحبونه …
بقلم: سهيل داعوثي – IHEC Sousse