عزيزتي سبيستون ..
لقد أصبحتُ الآن فرداً من شباب المستقبل الذين كنتِ تتحدثينا عنهم في كل فاصل إعلاني.
كنتُ حينها نقي.. أنهي مهامي الدراسية .. ثم أغزل جدائلي وأنشغل بكِ..
اشتقت لأيامك يا سبيستون ..
اشتقت لحديقتك السرية ..
لكني كبرتُ..
وأدركتُ أن في قلبي حديقة ذابلة من الأسرار ..
وأن كل من حاولت مساعدته يجازي قلبي بزرع زهرة ذابلة ذات أشواك ..
من يريد الآن قلباً يقدم زهورا ذابلة؟!
اشتقتُ لعهد الأصدقاء
لقد جعلني أظن أن الصداقة شيء عفوي .. شيء تكتسبه تلقائياً بعد ولادتك .. كنت أشاهد التضحيات والبطولة فظننت إنها اجبارية بقوانين الصداقة ..
لكني كبرتُ يا سبيستون
وأدركت أنه إذا كان لدي صديق فهو سيغادرني عاجلاً أم آجلاً فلا شيء أبدي ولا نهاية سعيدة ..
سأخبركِ امراً مضحكاً ..
كنت أتابع بتأثر حلقات ذلك المحقق الوسيم المسجون في جسد طفلٍ صغير .. كنت أشعر بالأسى وأتابع بشغف حلقاته اللامنتهية وإلى الآن اتسائل ماذا سيحدث في الحلقة الاخيرة من كونان ؟
أما الآن فأنا أتمنى أن أتناول جرعة من ذلك الدواء العبقري وأعود الى طفولتي لأصدق حكاياتكِ من جديد !
واخيراً يا سبيستون ..
اشتقتُ للقناص ..
وتلك المقدمة التي لاتزال تتردد على مسامعي:
قد لمعت عيناه ..
بالعزم انتفضت يمناه.. في هدوووء الليل ..
لكني كبرت يا سبيستون ..
وعرفت انكِ كنت تقصدينني بالذات في هذه الأغنية العالقة في ذهني
..نعم يا سبيستون ..
إنها تلمع .. حسب توقيت هدوء الليل تلمع ..
وتدمع .. عيناي ..
اقرأ أيضا لنفس الكاتب: الفشل – بقلم حسان قيزاني
بقلم التلميذ: حسان قيزاني – معهد الاغالبة بالقيروان