جاءني الفشل
طارقاً بابي شامتاً بي، فتحتُ له الباب أنكرتهُ وهو لي من العارفين، عرَّفني على نفسي والإبتسامة الماكرة تعلو وجههُ، لم يكُن من عادتي أن أُغلِق بابي بوجهِ أحد،
أوعزتُ لهُ بالدخول فدخل بيتي مترنحاً كأنما دخل قلعة عدوهِ منتصراً، قهوتَكَ سادة أم ماذا هكذا سألته، قال لي إني جئتُكَ معزِّيا ومؤنساً ومن العادة في هذه الحالة أن تكون القهوة سادة ذاتَ لونٍ أسود،
لكنني أريدُ منك أن تُحضِرَ لي كأساً من النبيذ لأشرب نخبَ فشلك، لأشرب نخبَ سقوطك، لأشرب نخبَ دمارك، ثم أتبعها بضحكةٍ ضجَّت في منزلي، إندفعتُ إليهِ بكل قوتي ودفعتَهُ إلى الحائط وأوسعته ضرباً حتى كاد يغمى عليه، أحضرتُ حبلاً ورَبطتهُ في سارية منزلي ربطاً محكماً، صفعتهُ على وجهِهِ وقلتُ له:
صحيح انا الان الفاشل فقط إنظر لي، وإنظر إلى أين سأصل، تركتهُ وصراخهُ يعلو في المكان.
بقلم التلميذ: حسان قيزاني – معهد الاغالبة القيروان